اتصلت بي سكرتيرة المدرسة الساعة 12 ظهرا وحدثتني على عجل وسألتني: أنت والد التلميذ سعود؟
قلت: نعم.
قالت: إن معلمة الرياضيات طلبت مقابلتك اليوم أو غدا بخصوص ابنك سعود!
قلت لها: لعله خير.. بخصوص ماذا؟
قالت: لا أعلم، قابلها وهي تخبرك.
كنت وقتها لست ببعيد عن المدرسة فقلت أتوجه لها حتى أعرف القضية التي من أجلها طلبتني معلمة الرياضيات، وأنا أعرف مستوى ابني وبالذات بالرياضيات، فقلت لعل مستواه متدنٍّ وتريد أن تنبهني لذلك حتى يحافظ على مستواه وتفوقه.
وصلت إلى المدرسة والتقيت معلمة الرياضيات وبعد الاستقبال والتعارف دار هذا الحوار.
قالت لي المعلمة: ابنك سعود يتحرك كثيرا ويتحدث مع زملائه ويشغلني عن الحصة وعن إنجاز المنهج.
رددت عليها: غريب كلامك أستاذة أنت تتكلمين عن أكثر أولادي أدباً واحتراما وذكاء، وتتحدثين عن طفل وديع في الخامس الابتدائي لا يمكن أن يتسبب فيما تقولين، أنا ظننتك ستحدثينني عن مستواه الدراسي حتى يحافظ عليه وستطلبين مني المساعدة في ذلك.
قالت: نعم ابنك ذكي وشاطر ومتميز معي، ولكنه يشغلني عن إنجاز المنهج بكثرة الكلام والحركة، أنا لدي منهج يجب أن أنجزه، وهناك أولاد مستواهم ضعيف يحتاجون مساعدة وتكرارا وإعادة، وابنك يشغلني عن ذلك.
سألتها: وهل هو الوحيد الذي يسبب لك هذا الإزعاج ويمنعك من إنجاز المنهج؟
قالت: لا، بالطبع هناك زملاء له فلان وفلان وفلان، وأنا استدعيت أولياء أمورهم كذلك للسبب ذاته!
رددت عليها باستغراب: الأسماء التي ذكرتيها كلهم من الأولاد المتميزين والمتفوقين في الصف! كيف يحصل ذلك منهم؟
قالت: هذه هي المشكلة، متفوقون نعم ولكنهم يتكلمون كثيرا ويضحكون مع بعضهم البعض ويشغلونني عن إنجاز المنهج!
عند هذا الحدّ سأقف وأترك التعليق للقراء الكرام، وسأتبعه بمقال آخر أكمل فيه الموضوع وأذكر فيه وجهة نظري.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
awadh67@
[email protected]