فيصل الزامل
شاركت في الاسبوع الماضي في احتفال منظمة المدن العربية بمرور 40 عاما على انشائها، وذلك في اجتماعها السنوي الذي عقد في مدينة مراكش بالمغرب، في اول زيارة لي لهذا البلد وتلك المدينة الجميلة.
شعرت بالتقصير عندما سمعت اشادة مسؤولي المدن العربية بدور «المنظمة» في تطوير مفهوم «المدينة الذكية» واشرافها على مشروع «المرصد الحضري» الذي يحدد مكونات كل مدينة عربية، ونقاط الضعف والقوة فيها عبر جداول تحوي مؤشرات مثل عدد الاسرّة للمرضى مقارنا بعدد السكان في ضوء المؤشر الدولي، وعدد الطلاب في الفصل كذلك مقارنا بالمؤشرات التربوية العالمية، وحركة المرور مقارنة بعدد السكان والسعة المرورية.. الخ.
«المرصد الحضري» هو اشبه بالاشعة المغناطيسية التي تكشف اماكن الضعف والمرض في جسم المدينة، حيث يتم توجيه المشاريع، وصرف الميزانيات عن دراية بالاثر المطلوب تحقيقه، وبشيء من التكامل الذي تلمس المدينة اثره في فترة قياسية.
ألقى رئيس بلدية مراكش كلمة وصف فيها امين عام المنظمة، السيد عبدالعزيز يوسف العدساني بـ «المناضل»، لدوره الكبير في وصول «المنظمة» الى ما وصلت اليه، ونجاحها في توفير بيئة التقاء بين مختلف الفعاليات العربية من سائر الدول، لتلبية نداء التنمية، فقط لا غير، علق احد الحضور قائلا: «نجحت منظمة المدن العربية في تحقيق نقطة التقاء بين 420 مدينة عربية، بينما فشلت جامعة الدول العربية في جمع 22 دولة عربية، رغم اذرعها الاقتصادية، المجلس الاقتصادي، مجلس الوحدة.. الخ، والسبب هو التجرد من الاهواء، واخلاص النية والبعد عن الاضواء الاعلامية».
نعم، نحن في الكويت نستضيف مقر منظمة المدن العربية منذ 40 عاما، وبالكاد يشعر الناس بها لبعدها عن القرقعة الاعلامية، بينما هي تعقد الدورات التدريبية في الكويت وفي عدد من المدن العربية، وتستضيف الخبراء العالميين في حلقات دراسية فنية لقضايا محددة، تستفيد منها بلديات الدول الاعضاء.
لقد شعرت بالتقصير لاننا في الكويت لا نعلم الكثير، ولا القليل عن هذه الجهود، حتى وان كان المختصون في الدولة والبلدية يعرفون ذلك، فمن حق المواطن العربي ان يعرف كيف تسهم الكويت في انجاح التضامن العربي على المستوى الفني، وفيما ينفع الناس ويمكث في الارض، ويعلم ان الكويت لم تتراخ في اداء واجبها نحو مجتمعها العربي لعشرات السنين، دونما تأثير يذكر لما حدث لها في محنتها من بعض الاشقاء، في وقت تستمر فيه القطيعة بين «دول عربية» لعشرات السنين ولا تزال، لخلافات من اي نوع، واي درجة!
مدينة مراكش التي عقد فيها المؤتمر كانت نموذجا جيدا للمدينة العربية «الجميلة» رغم انها تمثل بوابة الصحراء الكبرى، الا انها فسيحة في الطرقات المرصوفة، والجميلة، تزينها الشجيرات الوارفة والازهار بألوانها الزاهية.
يسمونها المدينة «الحمراء» حيث تمنع بلديتها استخدام لون غير اللون الاحمر لطلاء او كساء الابنية، وذلك اتساقا مع البيئة الرملية الحمراء التي تشكل الصحراء المحيطة بها.
اهلها اكثر ادبا وظرفا من جمال ابنيتها، واطعمتها من ألذ ما ذقته في المطعم العربي، وبصراحة لم اعرف عن المغرب الا ما كنت اسمع، و.. «ليس من رأى كمن سمع».