فيصل الزامل
شيء جميل أن يؤكد وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد - في زيارته لـ «الأنباء» - وجود تحرك لدى الوزارة لتجسيد التوجيه الأميري بتحويل الكويت الى مركز مالي دولي، والمطلوب هو عدم الاستسلام للمثبّطات التي يعرفها الجميع، فهناك منجزات ضخمة لصالح القوة الإدارية للكويت في القطاع المالي يعرفها الأجانب في الخارج أكثر مما يعرفها الكويتيون، فقد نجحت الكويت في شراء مؤسسات مالية ضخمة في الصين رغم ممانعة جهات كثيرة فيها لبيع تلك المؤسسات للأجانب إلا أن سمعة الكويت المالية الطيبة كانت سببا لنجاح الهيئة العامة للاستثمار في عقد صفقات كثيرة في الصين وتركيا وغيرهما وحققت أرباحا ضخمة من ورائها، مثل ذلك حدث مع مؤسسة البترول التي تتأهب لإقامة مشروع «ايكويت - 3» حيث سيبدأ «ايكويت - 2» العمل في سبتمبر القادم، ومن قبله «ايكويت - 1» حيث رفعت تلك المشاريع الضخمة من قيمة ثروتنا الوطنية بتحويلها الى منتجات أولية لصناعات كثيرة جدا.
المؤسسات المالية والاستثمارية لا تملك المهارات الإعلامية اللازمة للتعريف بامكانياتها وربما تتحاشى ذلك لتصور خاطئ بأنه ترويج لأشخاص المسؤولين فيها، ما يجعل توجه وزارة الإعلام نحو تقديم الدعم الفني «الإعلامي» لهذا القطاع أمرا هاما، فالساحة حاليا شبه خالية من الإعلام الرسمي في القضية التنموية، وما نقرؤه في بعض صحفنا يمثل مأساة حقيقية للإعلام، حيث تنشب الأزمة تلو الأزمة بسبب تصريحات متطايرة «يفبركها» البعض (الحكومة تنسق مع عقلاء المجلس) وتنطلق القذائف المقابلة بشكل آلي (يجب الاعتذار عن هذا التصريح)، ومثل هذه الأزمات تتكرر على مدار العام، حيث صرنا مادة تسلية كما يحدث حاليا مع البلاغات الكاذبة.
لقد جعلني الإعلام الرسمي في دول أخرى أتابع المنجزات الكثيرة فيها عبر الشاشة، زرت المصانع، تابعت المخططات العمرانية، استمعت الى شرح لخطط بناء المستشفيات وما تحقق منها في هذه الدولة وتلك.
الحديث عن الإنجازات سبب لحفز الهمم وتكرارها، والغياب الإعلامي يملؤه آخرون بتلك الممارسات التي نراها كل يوم، وما يستطيع الإعلام الرسمي فعله كثير جدا، فهو يملك الدخول الى غرف المسؤولين وتحويل المادة الإعلامية من مقابلات تقليدية الى لقطات أو «فلاشات» - كما يقولون - تلامس نقاط التأثير والتحفيز لدى الجمهور بمختلف مشاربه.
تابعت مادة إعلامية بثت من يومين، تقول «تكلفة الكهرباء 32 فلسا، يدفع المواطن 2 فلس، تتحمل الخزينة 987 مليونا سنويا - المياه تكلف 4.500 دنانير، يدفع المواطن 800 فلس، تتحمل الخزينة 342 مليونا - تكلفة الطالب الجامعي 6374 دينارا، يدفع الطالب عشرة دنانير تتحمل الدولة 128 مليونا - المتوسط تكلفته 1826 دينارا للطالب تتحمل الخزينة 179 مليونا - «الشؤون» تدعم 30 ألف أسرة بـ 80 مليونا - الإقامة المجانية في المستشفيات 80 دينارا، تتحمل الدولة 56 مليونا».
صحيح أن هذا واجب الدولة، ويجب أن تستمر في القيام به وهذا يتطلب تنمية موارد الدولة وعدم الإضرار بقدراتها الإنتاجية عبر الصرف التضخمي الذي يقلل من كفاءة الإنفاق التنموي، ناهيك عن تجاهل الجهود الكبيرة للاستثمار ودورها في تعزيز موارد الخزينة العامة.
كلمة أخيرة:
بعد انتهاء نشرة الأخبار - وبرامج أخرى - يسرد المذيع قائمة طويلة ممن شاركوا في الإعداد للبرنامج تشمل المخرج والمعد ومسؤول المايكرويف والبدالة وحراس مبنى الإذاعة والتلفزيون، ليش؟! ولماذا نتفرد بهذا «السبق» عن سائر الإذاعات والفضائيات؟!