بقلم: فيصل عبدالعزيز الزامل
٭ لجأ الرئيس المصري الى الاستفتاء العام كوسيلة دستورية معتبرة، (الرجوع الى الشعب)، ولأن المعارضة لا تثق في أن الشعب معها فهي ترفض هذه المرجعية وتفضل عليها الضوضاء والمشاغبة، واذا جاءت نتيجة تصويت المرحلة الثانية معززة لنتيجة السبت الماضي، لمصلحة الدستور فلن تقبل المعارضة التي لطالما حاضرت وتحدثت عن الخيار الديموقراطي لادارة شؤون الدولة، مثلما هو الحال في الكويت.
٭ يقول المراقبون للأوضاع في مصر ان المعارضة لا يهمها الدستور بقدر ما يهمها ابطال نتيجة فوز د.محمد مرسي واعادة مصر الى الفوضى الشاملة، أقول «الشاملة» لأن إبطال نتيجة انتخابات الرئاسة يعني الأخذ بسيناريو الجزائر، فالطرف الآخر الذي قيل له «اترك العمل تحت الأرض، واعمل وفق النظام» يتبين له أنه خدع، وأن الديموقراطية تفصل على مقاس معين.
٭ القبول بحكم الصناديق هو صمام الأمان، والطريق الى التغيير هو ضمن الآليات الدستورية، في مصر وفي الكويت، والتحدي الكبير أمام من توصله الصناديق هو السنوات الأربع، فإذا فشل فسيتم تغييره، وليس في مصلحة الدولة، هنا وهناك، التنقل من ملف الى آخر لتحقيق هدف واحد هو ابطاء مسيرة الدولة، وربما كان الحال أوضح في الكويت كون المعارضة قد تسلمت زمام أمور لأربعة أشهر ولم يتغير سلوكها في العمل على ابطاء مسيرة الدولة رغم أن الفشل لم يكن في مصلحتها، ومع ذلك أوقفت المشاريع بالجملة، ولو أنها حازت شيئا من الذكاء لدفعت مسيرة الإنجاز لتثبت أنها البديل الأنسب، الا أن العكس تماما هو الذي حدث.
٭ التلاعب بالنتيجة اعلاميا أمر ملحوظ في الكويت ومصر، هنا جاءت النتيجة 40% من نسبة التصويت العادية 60% على اعتبار أن البقية التي لا تشارك في كل انتخابات لديها أسباب متنوعة (عدم الاهتمام، السفر، السن، المرض..الخ).. والنتيجة أن أغلبية الـ «60%» هم مؤيدون للمرسوم، في حين يرى المكابر أن الـ 40% التي لم تشارك - ولا تشارك في كل انتخابات - هي جزء من المقاطعة، ويمضي في التلاعب بالمعلومات والتلبيس على من يصدقه.
٭ اليوم نحن أمام تحدي الإنجازات، والآمال كبيرة في دولة صغيرة يمكن رؤية تأثير حركة المشاريع على الاقتصاد في فترة قصيرة.
٭ كنت أمشي في شارع اوكسفورد بمدينة لندن، فرأيت حاجزا مستطيلا بموازاة الشارع لمسافة خمسين مترا وبداخله متظاهرون رفعوا يافطات وبيدهم منشورات يوزعونها على المارة، واصلت السير ورأيت المشهد نفسه بعد مائتي متر، المجموعة الأولى كانت تضم العرب ومؤيديهم، والثانية تضم اليهود ومؤيديهم، كانت الصحافة والتلفزيون موجودة واستطاع الطرفان إيصال رأيهما الى الرأي العام بشكل علني وحضاري واسع الانتشار.
في اجتماعات البنك الدولي التي عقدت في سياتل، ثم في فرانكفورت، وفي لندن، على سنوات متتالية كانت تلك المدن تعيش حالة حرب، فلما عقد البنك الدولي اجتماعه في دبي تم ترتيب وسائل التعبير للقادمين من الخارج للاعتراض على سياسات البنك الدولي بتجهيز أماكن خاصة ومشاركة جميع وسائل الإعلام، وذلك من دون عرقلة لأعمال الاجتماعات أو إزعاج للحياة الطبيعية في مدينة دبي التي تزخر بالحركة.
في الكويت والبحرين الوضع مختلف، وخاصة مع حكاية المبيت الليلي!
[email protected]