Note: English translation is not 100% accurate
تجزئة النصوص للاجتراء في الفتيا
الاثنين
2006/10/30
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
الكلام في النصوص الدينية، واستقاء الاحكام من تجميعها بغير عرضها على قواعد الاستنباط، كما يفعل البعض هذه الايام حول «صيام الست من شوال» و«الاستمرار في تناول طعام السحور حتى بعد الاذان، الى انتهاء اقامة الصلاة».. وغير ذلك، يذكرني بمشهد حضرته في الثمانينيات عندما عقد تجمع الفقه لقاءه الدوري في الكويت، حيث ألقى د. محمد سليمان الاشقر بحثاً علمياً قيماً حول حكم شرعي، ختمه بقوله: «... ولا اسمح لاحد بأن يأخذ بهذا الرأي الذي لم استكمله بعد، وانما يكون استكماله بعرضه على هيئة من العلماء، ممثلة في هذا المجمع، لترى فيه رأيها، ففي الحديث الشريف: لا تجتمع امتي على ضلالة».
انتهى لقد رأيت في سنوات خلت من اجترأ على الزكاة، فجمع متفرقات، انتهى بعدها الى ابطال الزكاة، بعد ان شكك، واهماً، في النقود وان غطاءها الاقتصادي لا يجعلها في مقام المال الواجبة فيه الزكاة.
رأيت ايضاً من يجترئ على الصلاة في بعض البلاد العربية مفسراً قول الله عز وجل (الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة) وبما انه لا تمكين للشريعة، فلا صلاة.
بل رأيت من يعبث بالصلاة في سنوات خلت من طلبة يدرسون في الخارج، فيقصر الصلاة ويجمعها لشهور طوال، بزعم انه خارج البلاد، وانه على سفر، وقد قلت لهؤلاء: «تعطلون عمود الدين وتنتقصون منه، وهذا يوصلكم الى ترك صلاة الجمعة واباحة الفطر، والشباب في هذه الغربة احوج ما يكون الى ما يلجم شهوته، فليس بعد هذا الا انفلاته على الحرام، واثمه في رقابكم، فقد لبس عليكم الشيطان، ولا حول ولا قوة الا بالله».
لقد سلك هذا الطريق قوم في الجزائر، فاستباحوا الدماء عبر تجميع ادلة بغير جامع من علم الاستنباط، وعندما سئلوا عن اهل العلم، ذهبوا الى بعضهم، فلما ابى عليهم طريقهم قتلوه، ومنهم الشيخ الحسيني، قتلوه عند باب منزله.
ان اعظم النصوص هو القرآن الكريم، الذي يمكن ان يكون سبباً للضلالة اذا اسيء فهمه (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) وقد سلك اهل الظاهر هذا الطريق في الاستدلال، وكانت منهم الخوارج الذين توقفوا عند قوله تعالى (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه) فكانوا يقتلون من المسلمين من يخالفهم في مسألة التحكيم، حتى قال لهم احد من المسلمين «اني مشرك».. فسلم من القتل!
انه طريق ضلال في الماضي، وفي الحاضر، فليس اخطر من اجتزاء النصوص، وترتيبها وفق فهم مسبق للوصول الى الافتاء بغير علم، وفي الحديث «أجرأكم على الفتيا، أجرأكم على النار» وانها والله تعاسة وما بعدها تعاسة «ما ضل قوم بعد اذ هداهم الله، الا اوتوا الجدل».
كلمة أخيرة:
كتب عمر بن عبدالعزيز ( رضى الله عنه ) الى والي حمص: «انظر الى القوم الذين نصّبوا انفسهم للفقه ـ طلب العلم ـ فأعط كل واحد منهم مائة دينار يستعينون بها على ما هم عليه».
اقرأ أيضاً