فيصل عبدالعزيز الزامل
ماذا تستطيع أجهزة الامن ان تفعل مع المدمن الذي تعيش اسرته معاناة نفسية واجتماعية؟ نقرأ عن قصص أليمة تنشرها الصحف، ثم ماذا بعد النشر؟
لا يستطيع احد ان يدخل بيتا لم تحدث فيه جريمة، ولكن الاطفال يجتمعون مع امهم في غرفة ويضعون اثاثها خلف الباب حتى لا يقتحمه المدمن، اب، اخ، أو زوج، معظمهم يتحول الى شخص خطر على افراد الاسرة وعلى نفسه.
«جمعية بشائر الخير» وصلت الى بيوت كثيرة كهذه وحققت ما يلي:
- - تواصلت مع الاسر التي شعرت «في وقت ما» بأنها وحيدة امام هذا البلاء.
- - استمالت المدمن في لحظة صفاء اقتنع معها بأنه يستطيع تصحيح كل شيء.
- - رفعت منسوب الثقة بالنفس لديه تجاه المرض وعرف من خلالها جوانب صحية ومعلومات تساعده على التعامل مع الاعراض الجانبية.
- - تستقبل الجمعية 50 مدمنا سنويا وتعمل على اعادة تأهيلهم نفسيا واجتماعيا وايمانيا.
- - منذ عام 2000 استفاد من برامجها 1042 شخصا وبالتالي اسر كانت تعيش في جحيم وتحولت الى شيء آخر بفضل الله عز وجل.
الفرق كبير جدا بين ابقاء هؤلاء تحت ضغوط وإلحاح رفاق السوء الذين يريدون منهم العودة الى الادمان والمشاركة في الترويج، وبين رفقة طيبة تعينهم على اجتياز المرحلة الخطرة وتعزز مسيرتهم نحو الاقلاع الكامل عن تعاطي المخدرات، وهذا يتطلب ملازمة يومية، وتواصلا فرديا مع كل شخص للوقوف على اية اعراض انسحابية او مشاغبات من رفاق السوء والتصدي لها فورا، طبعا بالتعاون مع الشخص المعني قبل اي شيء آخر.
هذه الجهود التي تقوم بها جمعيات متخصصة هي اكثر من ضرورية للمجتمع، وقد اختار الشــــيخ عبدالحميد البلالي ـ رئيس الجمعية ـ التخصص في ميدان مهم وحساس بدلا من النشاط الاسلامي العام، وتواصل مع وزارات متعددة كالداخلية والشؤو والاوقاف والصحة، ممن وجدوا في تلك الجهود ما يكمل الدائرة، لمواجهة مشكلة الادمان.
المشكلة الكبرى التي تواجهها الجمعية هي تعديل القانون الذي يمنع المدمن «السابق» من العودة للعمل في الدوائر الحكومية لمدة خمس سنوات يكون خلالها عاطلا عن العمل ما يدفع بعضهم للاستجابة لاغراءات رفقة السوء تحت ضغط الحاجة، وهو امر استنفد من الجمعية جهودا ضخمة لسد هذه الثغرة الخطرة.
كل الشكر لهذه الجهود الخيرة، في موكب العطاء الذي لا ينتظر جزاء دنيويا، ولا يمنع ذلك ان نقول لهم «جزاكم الله خيرا».
كلمة أخيرة:
شيء جميل ان نشارك فيما ذكره القرآن الكريم (..ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا) من خلال دعم جمعية بشائر الخير التي توفر «كسوة للتائب ـ كسوة مدارس لأبناء التائبين ـ كسوة العيدين لاسرة التائب ـ مواد تموينية لاسرته».
انها جهود استغرقت 15 عاما، واثبتت فاعلية كبيرة في وضع حل لمشكلة قد تواجه شخصا تعرفه ـ حفظكم الله ـ من ابناء او بنات او اخوة او اخوات او آباء او زوجات... وقد حدث هذا كثيرا مع الاسف.
رقم حساب جمعية بشائر الخير ـ بيت التمويل الكويتي ـ صدقات 25101006255 ـ زكاة 25101006247.
وكل عام وأنتم بخير.