Note: English translation is not 100% accurate
وطنية «الثمانينيات»
الأحد
2007/2/4
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
لقد تطرقت بالامس الى «خطاب عاقل» من سماحة السيد محمد فضل الله، وهو يعكس تجارب السنين التي اثبتت ان التخندق اسلوب العاجز، وان الخروج من الخنادق واللقاء والعمل المشترك والحوار المستمر ليس بين الطوائف والمذاهب، بل حتى في داخلها، هو علامة صحة عظيمة. ان التخندق يعني ان يفرض بعضنا على الشيعة فرضا انهم موالون لايران، وهو امر تنبذه الحقائق، مثل استفتاء البحرين لصالح الاستقلال امام مزاعم ايران الشاه، صوت فيه الشيعة بنسبة 99% لصالح الاستقلال، وهم يفعلون ذلك لعلمهم ـ حسب مقال قيم للأخ علي المتروك (حديث حول الولاء) في الزميلة الوطن ـ فإيران دولة لها غايات سياسية، ولم تطالب يوما على مدى عقود بحقوق الشيعة، واذا فعلت في حالات استثنائية فهو لأهداف سياسية ليست لها علاقة بالتشيع على الاطلاق.
يتابع المتروك: «ان الاحتماء بقوة خارجية لا يوفر الامن على الاطلاق، وحري بكل مواطن، سنيا كان او شيعيا، ان يستمد قوته من انتمائه لوطنه من منطلق المواطنة الحقة، وقد سئل اعرابي: اتحب ارضك؟ فقال: كيف لا احب ارضا كنت جنين ترابها، رضيع سمائها».
انتهى.
ان هذا التنضيج للمواطنة هو مسؤولية جماعية، سواء في الكويت او لبنان والعراق والبحرين والسعودية، ومن يتساهل في هذا الامر فإنه في حالة «خدور ذهني» تجاه ما يجري حوله، ومن يدرسون شخصية الطاغية المقبور صدام حسين فإنهم يجدون في صفاته اضافة الى قائمة المواصفات الاجرامية الكثيرة فيها، فإنها كانت مصابة بحالة «خدور ذهني» لا تقدر عواقب التصرفات، وتجنح الى اسلوب «حافة الهاوية» بطريقة لا مسؤولة تماما، وبشكل متكرر الى حد يثير الاشمئزاز.
ان ايقاظ هذا الشخص «المخدَّر» ايا كانت وجهته هو مسؤولية الاقرب اليه، فهو اذا صفعه ليوقظه فلن يعتبر ذلك اهانة، مثلما يحدث لو «نبهه» غيره. وهذا الحديث ينطبق على بعض الكتابات في صحافتنا التي اعتبرت التعريض المستمر بالاتجاه الاسلامي ـ في الكويت ـ هو مسألة مسلية، تمارس على مدار السنة، هذه الممارسة قديمة جدا، فعلها اليسار ولم تقلل من انتشار هذا الاتجاه، ولو فكر هؤلاء بطريقة اكثر سموا لتحقق تحسين في ردود الافعال، وتقارب في الاجتهادات، بدلا من حالة «الجزر المتباعدة» التي تورثها مقالات القدح والتخصص في الشتم، في حين يراعي بقية الكتاب ـ عند الحديث عن رموز الشيعة ـ ان يكون الكلام موزونا، يفيض بالاحترام، وهو امر يجب ان يكون «متبادلا».
كلمة اخيرة
كان عمر ( رضى الله عنه ) اذا حكم بين الشعراء في القدح والهجاء وما يترتب عليهما، استشهد برجال عن كل خصم، مثل حسان بن ثابت وغيره، فاذا انتهوا حكم بما يعلم، وكان حكمه مدعما بترجيح هؤلاء ـ كالمحلفين ـ ويقبله الخصوم لتدعيمه بحجة من شاعر، وتخلص عمر من عتب الشعراء الذين ربما ظنوا انه استعان بأقرانهم لقلة علمه بالشعر، لكنه كان من اعلم الناس به، غير انه خليفة، وللشعراء ـ الاعلام ـ مكانة عنده يحرص على الا ينقصها الشجار بينهم.
اقرأ أيضاً