فيصل الزامل
الأزياء النسائية تبقى في منطقة الحرية الشخصـية ما لم تنتقل إلى منطقـة إثارة الـغـرائز، وليس هذا موضوعنا اليـوم، بل الحجاب الذي تعرض إلى سوء استعمال، حتى لم يبق منه إلا اسـمـه، في حـالات إذا قـارنا فيـهـا هذا الحجـاب مع زي امرأة أو فـتاة مـحافظة، لهـا سمت وقــور، فــان هذا الـزي يفــرض احتـرامه حـتى لو لم تغط رأسـها، وليس ذلك للتـخفـيف من طبيـعة الزي المطلـوب من المرأة المسلمــة، ولكنه الـتنديد بأسـاليـب أفرغت الحجاب من مـعناه، الذي هو مظهر وجوهر مـعا، والمقصـود بالجوهر هو تلك المسـاحـيق المبـالغ فـيهـا، والتي لا تميـز بين مناسبـة الزواج والذهاب إلى العــمل أو الأماكن العامة.
وقد ذكروا لي أن طبيبة الأسنان في مستـوصف اضطرت إلى صرف الممرضة الكويتية من غرفة العلاج، حــيث أغرقت الـغـرفــة بروائح سكبتـها على ملابسها، وتـسريحة شعـر نصبت فوق رأسهـا برجا له تدعيم بقطع معدنية، وجلست أمام رجل مـريض، في السـتينيـات من عمـره، تشاغله وتشـاغل الطبيـبة بطرقعة أصابعها، غير مدركة أنها في مكان عمل!
أن الفــتـــاة التي تبـــالغ في استـخدام المساحـيق تعطي إشارة سلبيـة عن جمالها، وكأنهـا تخفي شيـئا، لن يخـفى على الناس، كـما أنها تكشف ضعفا في شـخصيتها، وهي تجـهل أن أجمل مـا في الفتـاة هو شخصيتها.
لا ادري لماذا يقتدين بالأجنبيات في نواحي ضـعـفهن، ولا يقـتـدين بهن في تجاهلهن للمـساحيق أثناء النهـار، وفي الأسواق والجامـعـة وســائر الأماكن الـعـامــة؟!
هذا التجاهل والميل إلى البساطة والزي العـــملـي هي الأقرب إلى روح الإسلام، فإذا التـــزمت المرأة بالمطلـوب الشـرعـي في ذلك الزي الذي يكمن جـمـاله في بسـاطتـه، فإنها ستـرسل رسالة مفادها (ذلك أدنى أن يعــرفن. . ) ولا يخــفى أن «يـعـــــرفـن» تـعنـي وصــول «الرسالة».
لقـد تراجع اهتـمـام كـثـيـرين بمســألة «الجـوهر»، الأمر الذي شـجع البـعـض على اسـتـخـدام اللباس الذي تطلبه الأسرة لإخفاء مـا تنوي هي أن تعمله، الأمر الذي يستـدعي بذل جهـد اكبـر لتحـقيق «كلكـم راع، وكلكم مــســؤول عن رعيته» ليس من خلال الشكل فقط ـ على أهميته ـ ولكـن من خـلال المعايشة، وتخصيص أوقات كافية تتعـارف فيها أرواح أفراد الأسرة، ليـس بالإشكال فـــــقط، ولـكن بالمتـغــيـرات النفـســيـة، وتلك الشـخـصـيـة التـي تتـشكل داخل أسرتك، وأنت لا تزال تعتبرها طفلة أو صبية صغيرة.
أسأل الله أن يحفظ الجميع، وان يرشـدهم إلى الـصـواب، بأقـصـر الطرق وأسلمها.