بعد قرار ديوان الخدمة المدنية الخاص بتحديد (أو زيادة) ساعات العمل، تناول الكثير رأيهم الصريح، عبر الهاشتاقات، ومواقع التواصل الاجتماعي، واتفق الجميع على رفض القرار، وأنا أشيد بذلك الرفض، لأن العمل إنتاجية، وليس كمية.
حين تعطي الموظف، وقتا للعمل يتناسب مع تركيزه، وقدراته، سيصبح لديك عمل متقن، وعلى العكس حين تجعل من الساعات الطويلة، نطاقا يحد من قدرات، وإمكانيات الشخص، ويجعله يأتي للدوام من نابع الرفض، ستصبح عجلة التنمية بطيئة.
القرارات لا بد أن تبنى على مصلحة الموظف، فحين تكون هناك قرارات تعسفية، يصبح من المستحيل إيجاد نقطة تواصل، وحل للمشكلات، والرجوع إلى صاحب القرار، فلماذا لا نجعل قراراتنا، لصالح نطاق العمل؟
بيئة العمل، لا بد ان تخضع لمعايير، تكون بمنزلة الحافز، والداعم الأول للموظف.
فبينما يتصدر القرار، بزيادة ساعات العمل، نجد اليابان تسعى لخفض الساعات، لموظفيها، لتحقيق التوازن بين العمل، والحياة، مما يعود بالتأكيد على الفرد بنفسية أكثر قابلية للإنتاجية، فهي لمست التأثير والفرق وعرفت ان العمل حقل من القدرات، لا بد ان نراعيه بالاهتمام، ورصد نقاط قواه، بدل تهميشه، وتنمية السلبيات.
فلكي توجد بيئة عمل صالحة، لا بد ان تكون قراراتك متناسبة، وليست صارمة، وصادمة.
الموظف الحكومي، بساعات العمل الطويلة، ومحاولة التوفيق بينها وبين مسؤولياته وواجباته، يجد في الأخير ان شيئا طغى على حساب الآخر، مما يشعره دوما بالانفعال، وانه مقيد بعمله بدل ان يكون مصدر إلهام وإبداع له وعدم القدرة على التميز في أي مجال فكيف نسهم في رفع إنتاجه؟
الوظيفة توظيف للقدرة، بدل إهدارها، تطوير للمهنة، بدل احتكارها، تخصيص للتميز، بدل إهماله، شعور الفرد بذاته، وبدوره فيما يفعل، بدل اعتياده عليه مما يجعله خاليا من أي جديد.
Twitter @Dr_ghaziotaibi