التنمر ظاهرة نشهدها كثيرا، في المدارس فتقوم جماعة من الأولاد بالتهكم والسخرية، وربما الضرب، لطفل ضعيف الشخصية أو متفوق عليهم دراسيا، وتجاوز الحدود معه.
وذلك له تأثير سلبي على الطفل، مثل اضطرابات نفسية ومنها: القلق، والاكتئاب، لذلك، لابد أن تكون يقظا وتحتاط لطفلك ونفسيته، بعد عودته من المدرسة وان تسأله، باستمرار عن علاقته بزملائه، فمن خلال سؤالك سيتشجع لأن يحكي لك ما يحصل له.
يتعرض أحد الأطفال في الابتدائية للتنمر بحيث يؤخذ منه كل يوم إفطاره، وهكذا تستمر المشكلة في صمت الطفل خوفا من زميله الأكبر منه سنا ويتكتم، على إخبار والديه، وحين لوحظ ذلك أصيب بقلق ونوبة بكاء ليمنع أبويه من طلب المساعدة من المدرسة، وذلك بسبب ممارسة التنمر عليه وإرهابه وجعله يصدق ان المتنمر لا يمكن ردعه بأي قانون.
ومن الصور الأخرى، بعض الناس يلجأ لحل المشكلة بطريقة سلبية، فيقول لطفله اللي يضربك اضربه واللي يغلط عليك اغلط عليه، وهذا خطأ، لأن ذلك فيه تأسيس عميق للعدوانية في نفس الطرفين واستمرار للتنمر بكل أنواعه.
نشهد أيضا في الآونة الأخيرة تنمرا من نوع جديد، وهو أخطر لأن صاحبه مجهول الهوية، هو التنمر الإلكتروني من خلال مواقع التواصل فيتعمد أحدهم لممارسة سلوكه العدواني ضد الآخر، وهذا منتشر بين فئة المراهقين فتجده خلف اسم مستعار يقمع شعور الآخر ويضطهده ويمارس عليه أنواع التعذيب النفسي وتشوية السمعة.
اطرح لطفلك نماذج سلبية للتنمر واجعله يعرف الإجراءات الصارمة لهذا الفعل ليكتسب الوعي ويجعله مطلع على القوانين الرادعة لمثل هذه السلوكيات، فلا يخاف ولا يخجل ويبادر لمواجهة مشكلته والشعور بأن هناك من يحميه.
البعض ممن يكون ضحية للتنمر نظرا للشعور القهري الذي يمارس عليه يلجأ للانتحار، فالطفل أو المراهق على حد سواء بطبيعتهم إذا تعرضوا لمواقف سلبية يتكتمون على الأمر خوفا من نظرة الآخرين فيهم فيتقلب مزاجهم ويبدأون باتخاذ شخصية عكس شخصيتهم فتجده يتمرد ولا يسمع الكلام أو يلجأ لسلوكيات خارجة عن الآداب، وكل ذلك ناتج من تراكم الانفعالات.
وقد يحاول الطفل ان يعبر عن غضبه بتنمره على إخوته الأصغر منه، لذلك إذا لاحظت تغييرا في نفسيته فأول طريقة هي ان تبدأ بالحوار معه بهدوء وتشاركه ما يواجهه وتبدأ بسؤاله عما يحدث له.
قد يمارس المتنمر أسلوب انتحال شخصية يحبها الطفل سواء فنية أو اجتماعية ويبدأ بإرسال رسائل يستدرجه فيها بنية ان يجمع معلومات عنه ويقوم بنشرها لاحقا أو يلحق الضرر به لذلك من المهم ان نراقب الأجهزة، في أيدي الأطفال وان نعرف ان الخطر يكمن في إهمالنا لهم وترك هذا الانفتاح دون ضوابط وقوانين ومراقبة أبوية تحدد المواقع المسموح الدخول إليها وترسل إشعارات تنبيه للرسائل الموجودة على الجهاز.
Dr_ghaziotaibi@