خبر عاجل.. العثور على جثة شاب في شقته، حالة انتحار لفتاة تبلغ من العمر 20 عاما، انتحار شاب من الجنسية الآسيوية من جسر جابر.
ما السبب وراء هذا العدد المهول من أخبار الانتحار؟!
سابقا كنا نسمع بتلك الأحداث في دول غير دولنا، أما الآن فباتت تعلو صفحاتنا الإخبارية بشكل مروع، لماذا يا ترى؟
هل العدم أم توافر كل شيء ووفرته بشكل مبالغ فيه هو السبب؟! هل ظلم أصحاب العمل للعمالة ومنعهم من تسلم حقهم ساهما في ذلك؟!، أم تفكك البيوت وضياع الأبناء بين أم وأب غير مسؤولين هو الذي دفع أولئك الشباب للانتحار؟
هل شعور الإنسان بانعدام قيمته ان كان من فئة غير محددي الجنسية على سبيل المثال، أو وافد هضمت حقوقه يمر شهر تلو الآخر دون حصوله لمرتبه؟
كل تلك الأسباب ممكن ان تكون مسببا بشكل غير مباشر، ان ظروف الانسان الاجتماعية والمادية والنفسية السيئة قد تصيبه بحالة من القلق، وإن اهمل فقد يدخل الشخص بحالة اكتئاب، يقود ذلك البعض للتعاطي، وقد تتفاقم حالته النفسية، الى ان تتردى، فيصل لقناعة بأن حياته لا تستحق ان يعيشها.
هل ندين الحكومات بحالات الانتحار تلك؟ تلك الدول التي فتحت ابوابها لبشر منذ سنين طويلة - دون تخطيط لوضعهم - فتضيع الحقوق، وتتشرد أجيال، ليس لها هوية، تشبه العدم، فيختار احدهم ان ينهي حياته بنفسه.
أدين الآباء المدللين أبناءهم بترف، فلم يربوهم على تحمل المسؤولية قط، ولم يسمحوا لهم بأن يشعروا بالحاجة لشيء فانعدم لديهم الحافز للعمل والنجاح فحرموهم طعم الإنجاز.
يدان الآباء القساة بنفس درجة الآباء آنفي الذكر، الآباء الذين حرموا انفسهم قبل اولادهم نعمة الحنان والرحمة، العطاء، عطاء الوقت والجهد والمال، فنراهم مشردين نفسيا، لم يتلمس آباؤهم يوما حزنا على وجوههم، ولم يشاركوهم فرحا أبهج قلوبهم.
ان كنا نسعى للحل، سنجده في السعي لإنشاء جيل متزن، متعاف نفسيا وروحيا وجسديا، ان نتلمس الحاجات النفسية لأبنائنا ومن نتولى أمرهم مثلما نتفقد حاجاتهم المادية، ان نتعرف على مظاهر القلق لديهم وما يختلج صدورهم من مشاعر، نداريها ونعالجها قبل ان تتفاقم، وإن صعب علينا الأمر، نتجه للمختصين، نستشيرهم ونأخذ برأيهم، فتلك الأرواح عهدة ومسؤولية كبيرة على عاتقنا.
ممكن ان نصل الى عدد صفر من حالات الانتحار بأمور بسيطة جدا، ان نشعر، أن نرحم، نعذر، نسامح، نعدل.
اللطف يا سادة، مع من تتولون أمرهم، فله مفعول السحر، يداوي الجروح، يبهج الروح، يطمئن النفس، فيداري جرحا حزينا، وينهض بمكتئب همه دفين.