«يعلم الله أني حاولت أن أكون مثلكم، أيها الغارقون في القطيع، وها أنا يائس، يائس ومشوه بالكامل، مخنوق، وكأنما أحدهم حشر السماوات في حلقي».
فرانز كافكا - فنان، كاتب (1883 - 1924).
استوقفتني هذه المقولة للكاتب كافكا، وكأنه يصف حال كثير من الناس في عالمنا الغارق في آخر الصيحات
و«الهبات» كما نسميها بلهجتنا، تجد كثير من الشباب والأطفال ربما أسرى لآخر ما طرح ما عالم أصبح يصنع نسخا من البشر بشكل مخيف، نسخ قد تتشابه بالملامح باللباس وطريقة الكلام.
فكن أنت بشكلك الفريد، بمنطقك وأسلوبك الذي يميزك، بلباسك الذي تختاره أنت ويعجبك وليس لكونه (الموضة) لهذا العام. أن تحرص حتى عند انتقاء حذائك، على أن يكون مريحا لا يؤثر على صحة قدمك وظهرك بالدرجة الأولى، وليس بسبب الإعلانات التي يرفعها المشاهير على حساباتهم على حساب صحتنا وذوقنا العام.
أن تكون أنت بروحك التي تتعاهدها لترتقي بها، لتطورها لتظل مشرقة قوية، فلا تسمح لأي مخلوق وأطماعه بأن يطفئ نورها، عندما تكون أنت، ستكون حرا طليقا، ستكون سيد نفسك، تلبس كيفما تشاء وتشتري كيفما تحب وبالطريقة التي تريد حسب دخلك وحسب ذوقك، ليس هناك ما يستدعي لإرهاق ميزانيتك لتشتري ما يفوق ميزانيتك حتى تظهر بشكل معين، لأنك أنت وجوهرك أغلى وأثمن من تلك الكماليات، أنت بعقلك وفكرك، أنت بأخلاقك العالية، أنت بتواضعك، أنت بإنسانيتك، أنت بإنجازاتك. أن تكون أنت باهتماماتك المميزة وطموحاتك وأسلوبك الخاص، أن تصنع نفسك فلا تكون نسخة مكررة في هذا العالم.
أن تكون أنت بجمال روحك، بذوقك الفريد، بثقتك العالية بنفسك واختياراتك أن تكون أنت بحبك لذاتك وتقبلك لنفسك ولعيوبك - فمن منا كاملا -، أن تكون أنت، وتعلم يقينا أنك بصمة لم ولن تتكرر..
كن أنت وكفى..