في ظل هذه الظروف الراهنة التي يمر بها العالم جراء انتشار فيروس كرونا المستجد، كانت دولتي الكويت من الدول التي وفرت كل ما يحتاج إليه المواطن والمقيم لتبقيه في أفضل حال، وتضافرت كل الجهود والوزارات لتسير الأمور على أتم وجه، ولكن عتبي على وزارة والإعلام وسماح وزارة الصحة بهذا الرعب الذي أودى بأرواح أناس كثر، حيث أصبحوا أسرى للقلق والاكتئاب، نحن نعلم أن الأمر جديد على العالم أجمع، ولكننا بحاجة إلى نوع من الموازنة بين التثقيف والتطمين.
كنت أتمنى لو يكون هناك من ينقل لنا عدد الذين أصيبوا بالقلق والوسواس القهري والاكتئاب بشكل يومي كما تنقل لنا عدد المصابين بالفيروس، أن تجرى مسوحات ولو أسبوعية لقياس مدى الصحة النفسية للناس، وتشجيع الإعلام على بث التوعية لأعراض القلق والاكتئاب كما هو الحال بنشر أعراض الفيروس الذي أصبح أطفالنا يحفظون تفاصيلها، كنا بحاجة لفتح أعيننا للموازنة بين مرض احتمالية الشفاء منه كبيرة لدى معظم الناس وقد لا تظهر على صاحبه أعراض، وبين مرض نفسي قد يودي بصاحبه إلى الانتحار أو حتى التفكير فيه، نحن بحاجة إلى من يعيد صياغة العالم وطريقة تفكيرنا تجاه الأمور وموازنتها.
هناك أيضا من يموت جوعا لتوقف الحياة الاقتصادية،، فكم من حالة انتحار لأشخاص من العمالة الآسيوية، وكم من روح تموت جوعا لعدم توافر فرص العمل..
نحن لا نقلل من أهمية الحرص على الأخذ بالتدابير الوقائية والإجراءات الصحية والحرص على أمهاتنا وآبائنا والحرص على احبابنا ممن يعانون من الأمراض المزمنة، ولكننا بحاجة لوعي أكثر لترتيب الأولويات، فالصحة لا تقل أهمية عن الاقتصاد، والصحة النفسية ليست بأقل أهمية من الصحة الجسدية، نحن بحاجة لنذكر أنفسنا بأن أجسامنا قاومت ملايين من الفيروسات منذ ولدنا وإن كان هذا فيروسا جديدا وينبغي أخذ الحيطة والحذر، لكننا خلقنا بجهاز مناعي يقوى بقوة صحتنا النفسية، بممارسة هواياتنا، بالحرص على علاقاتنا، بتفاؤلنا، باهتمامنا بأرواحنا التي تحيا بالحب والثقة والاطمئنان.. دمتم بصحة وسلام.