هل تتذكر عزيز القارئ عبارة «مع حمد قلم».. إن كنت تذكرها فأنت من جيل الطيبين.. عندما كان لحمد وقلمه قيمة تربوية وتعليمية، وانتهت هذه الحقبة وجاء لنا «سالم وعبير».. ومع الأسف لا أعرف ماذا قدمت لنا عبير وماذا أراد سالم.. ثم انتهينا بأمل وفراشتها البيضاء، والتي لم يتقبلها تلاميذ المرحلة الابتدائية.. خاصة بعد تأنيث المرحلة الابتدائية... فطارت الفراشة في ذهول من صاحبتها أمل.
إن ما أهدف إليه هنا هو أن مراحلنا الدراسية قد مرت بعدة محطات، وكل منهج حاول أن يعيد ماضي «حمد وقلمه» ذلك الزمن الجميل وهو زمن الطيبين.. حيث كان الطالب طالبا.. والمعلم له كل التقدير.. والاحترام والهيبة.
وتخرجت أجيال عديدة خدمت بلادها. ولكن جيل عبير وسالم، وفراشة أمل.. صدم خريجوه من الواقع.. فالكثير منهم تعثر دراسيا بعد المرحلة الثانوية، وأثبتوا أن مخرجات التعليم ليست بالطموح المنشود، فما السبب في ذلك يا ترى؟ هل هو الطالب؟ أم هو المعلم؟ أم هو ولي الأمر؟ أم هو المنهج؟ أم مسؤولو وزارة التربية؟
الكل اجتهد من وزير أو وكيل أو مدير. والكل حاول الارتقاء بالعملية التعليمية والجسد التربوي.
وكلنا أمل في وزيرنا الحالي د.بدر العيسى ووكيله د.هيثم الأثري، هذا الشاب الذي استطاع وخلال فترة بسيطة الوصول إلى أهم المشاكل التي يعاني منها القطاع التعليمي من خلال مباشرته – وعن كثب – لتلك المشاكل أو المقترحات، وبالإضافة إلى ذلك سياسة الباب المفتوح التي انتهجها وأضفت نوعا من الارتياح والشفافية، وكذا الوكلاء المساعدون الشباب، الذين نتمنى من الله أن يسخر لهم البطانة الصالحة، والزمرة الناصحة، ليتمكنوا من جمع أشلاء الجسم التربوي والمحافظة على سمعة التعليم في الكويت كما كان في الماضي، وإعادة العصر الذهبي للتعليم، كي تكون مخرجاتنا التعليمية تليق بسمعة بلدنا، لتخرج لنا أجيالا قادرة على المحافظة على المكانة المميزة التي يتميز بها بلدنا الحبيب.
العام الدراسي على الأبواب، وهناك أكثر من 500 ألف طالب وطالبة في مراحل التعليم العام والتعليم الخاص يستعدون حاليا لاستقبال عامهم الدراسي الجديد، ونتمنى أن تكون الوزارة قد أنهت استعداداتها لاستقبالهم بكل سلاسة ونظام كعهدنا بها سنويا.
[email protected]