نقلت لنا الأخبار تصريحا منسوبا لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك مفاده أن سموه مستاء من تراجع الكويت في مؤشرات الفساد، والحقيقة أن هذا الخبر أسعدني جدا كون سموه يعني أن رئيس الحكومة ملم بكل ما يجري في البلد، كما أنه يعطي انطباعا بأن رأس الحكومة أكثر إدراكا من أعضاء وزارته لمسار الأمور في هذا البلد.
لكن سعادتي هذه لم تدم طويلا لأنها نبهتني إلى طول فترة عمر الفساد قبل أن يثير استياء سموه بمعنى أن بعد كل هذه السنين والأعوام وصلنا لحالة الاستياء فكم نحتاج حتى تتولد الرغبة في القضاء على الفساد وكم سننتظر حتى تبدأ عجلة القضاء على ذلك الفساد.
تبقى قضية هل ننجح في التخلص من الفساد أم لا؟ فذلك ووفقا للمعطيات الحالية لا يبشر بخير مطلقا، لأن عطلة الفساد تنطلق بروية وهدوء، لكن بعزيمة ثابتة ووفق منهج مرسوم فقد تشعبت أغصان شجرة الفساد وترعرعت وتحكمت بكل مفصل من مفاصل هذا البلد الطيب إلى درجة أنك لو أردت اجتثاث الفساد فلابد أن تقلع الكثيرين من المسؤولين ونوابهم وغيرهم وبالتالي ستحدث خلخلة في نظام البلد الإداري وحينها نبدأ بالترحم على الفساد والمفسدين.
[email protected]