الساكت عن الحق شيطان أخرس، «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، «ولا تنابزوا بالألقاب». تلك باختصار أهم المبادئ والأخلاق التي أراد الإسلام للمسلمين أن يتحلوا بها ويطبقوها في حياتهم وبهذه القيم الإسلامية العالية دخلت أمم في الإسلام. لكن كل هذا انقلب على يد قلة من أبناء الإسلام في وقتنا الحاضر كل ما يحسنون هو الزعيق الإعلامي ليخلقوا نمطا جديدا من القيم والأخلاق. دافع هؤلاء ليس الحق والعدل والإسلام فهم بعيدون عن ذلك كل البعد وإنما ينطلقون من حقد دفين وجاهلية جهلاء جاء الإسلام ليقضي عليها لكنهم بسبب سوء المحتد وخبث النية عمدوا إلى إحيائها وهم يسمعون بكامل وعيهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله «ليس منا من دعا إلى عصبية» وبذلك أرادوا وبكل صفاقة أن يبرزوا للعالم أنهم ليس من النبي المصطفى في شيء.
انهم يكررون قولة المقبور صدام حسين وهو لم يصدق يوما في قول أو فعل وذلك حين وصم أعداءه الإيرانيين بـ «الفرس المجوس» بغضا منه لهم وتبغيضا لهم في أعين الناس وسار على دربه في ذلك الجهلاء والموتورون وإلا ناشدتكم بالله كيف يكون من يوحد الله ويشهد بالشهادتين كل يوم من فوق منابره وبوسائل إعلامه مجوسيا؟
أفهم وأتفهم الخلاف السياسي وليكن خلافا سياسيا فلا ضير في ذلك فلكل إنسان الحق فيما يرى ويفسر وما يتخذ من مواقف ولست معنيا بتصويب هذا أو تخطئة ذاك، لكن أن يتهم مسلم بالكفر وهو موحد فهذا ما لا يمكن قبوله أو السكوت عنه خاصة أن نصف الكويتيين يشاطرون ذلك المسلم اعتقاداته. فهل نقبل مثلا ان يوصم العرب المسلمون بأنهم عبدة الأوثان لمجرد خلاف سياسي؟
الإيرانيون الحاليون إخواننا في الدين مسلمون موحدون شاء من شاء وأبى من أبى ولهم منا حق النصيحة والأخوة والنصرة إن بغي عليهم ونصحهم إن أخطأوا ومن أراد معارضتهم لأسباب سياسية إن شعر بتجاوزهم عليه فهو حر لكن اتهامهم بالإلحاد والكفر فهذا فجور في الخصومة تأباه مروءة الإسلام وأخلاقه. كيف وقد روي عن الحبيب المصطفى عليه وآله السلام قوله «لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله قوم من فارس»، على اختلاف ألفاظ الحديث فهل تبقى بعد هذا القول دعوى بمجوسية أولئك المسلمين. ألم يكن أفضل علماء الإسلام ومؤلفيهم وفقهائهم من فارس (مالكم كيف تحكمون).
[email protected]