صادف يوم 25 من ذي الحجة ذكرى إسلامية عزيزة، هي ذكرى دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصارى نجران للمباهلة من أجل إحقاق الحق وإنزال العذاب عن طريق الدعاء على المبطلين، فبعد أن أمعن علماء النصارى أولئك في المماحكة والعناد وعدم تصديق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمر الله عز وجل نبيه بأن يدعوهم إلى الملاعنة والدعاء على الكاذبين، ونزلت الآية المباركة (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. الحق من ربك فلا تكن من الممترين. فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) سورة آل عمران: 59-61.
وفي الوقت المعلوم خرج علماء النصارى أولئك يتقدمهم صليبهم تيمنا به وتوسلا لقبول دعائهم وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه ابنته فاطمة الزهراء وابن عمه علي بن أبي طالب وولديه الحسن والحسين، وحين رأى علماء النصارى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه أيقنوا أن دعوتهم لن تستجاب وأن النبي لو دعا عليهم هو ومن معه لاستجاب الله لهم، فامتنعوا عن المباهلة وتصالحوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على دفع الجزية.
هذه الحادثة الفريدة لم تجد من المسلمين أي عناية رغم تسجيلها بآية قرآنية محكمة وهو أمر معيب جدا، خاصة لو لاحظنا خصوصية تفردت بها، فعلى الرغم من أن الآية المباركة أمرت النبي بدعوة نساء المسلمين وأبنائهم لإقامة الدعاء، نجد أن النبي لم يخرج إلا أهل بيته كذلك دعت الآية إلى إشراك «أنفسنا» بما يوحي أن المقصود هو نفس النبي الكريم، فما هو محل الإمام علي بن أبي طالب هنا إلا أن يقرن النبي ذاته الكريمة وشخصه بذات ابن عمه وشخصه ما خلا الوحي والنبوة طبعا؟
هذه الآية تحمل أسمى معاني جمع صفوف المسلمين وتوحيدهم ونبذ الخلافات، كيف لا وهي تجعل أهل بيت النبي محورا يلتقي المسلمون عنده بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ويلتفون حوله، وبذلك تنتفي المشاحنات وتتوحد الصفوف حتى وإن تعددت الاجتهادات أو الرؤى.
[email protected]