أيام قليلة وتفد إلينا تتهادى ذكرتان غاليتان على القلب: ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير، فللكويت كل الكويت أميرا وحكومة وشعبا أزجي أحلى الأماني وأجمل التبريكات بهاتين المناسبتين العطرتين.
ونظل نتطلع دوما إلى أن يعم الخير بلدي، وأن يرفع شأنها في هذا العالم المتقلب وأن يصلح أحوالها وقد شمر البعض عن سواعده للنيل منها ومن خيراتها لكن وبكل تأكيد «فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».
لقد منّ علينا الباري تبارك وتعالى بفرص عدة كان من الممكن جدا للحكومة على وجه الخصوص أن توجه مسيرة الدولة ككل وليس المجتمع فقط للارتقاء بالأداء وحسن الإنجاز، لكن للأسف الشديد لم يحدث ذلك بل استمرأ البعض من مسؤولين وأفراد تفضيل مصالحهم وتقديم منافعهم الشخصية على حساب الوطن ومصالحه واحتياجاته متخذين من الأناة (الصبر) الربانية وعدم سرعة الانتقام الإلهي غطاء للاستمرار في غيهم متناسين أن الله عز وجل يعز من يشاء ويذل من يشاء وقتما شاء وكيفما شاء، فهلا ارعوى ذلك البعض وذكر ربه في فعله. اللهم لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا.
إنه مما ينغص علينا احتفاءنا بهذه الأيام العزيزة أن نجد من رفع الله شأننا كأمة فوق هامته يقف اليوم ليحاضرنا على التسامح والمحبة والسلام وكأننا لسنا أبناء الدين الذي فرض على العالم اتباع كلمته والسير في ركابه لابتغاء السلام وطلبه.
إنه من هوان الدنيا فعلا أن يأتي اليوم مبشرا بالسلام وداعيا بابا الفاتيكان ويقف على أعتاب الأرض التي أطلق منها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم صيحته المدوية لتحرير الإنسان وتكريمه، وبالأمس القريب كانت المجازر الدموية ترتكبها الكنائس والرهبان الذين يحاضرون علينا اليوم في الألفة الإنسانية.
كم نحن أضحوكة وقد فتـــح البعض بلده لإقامة معــــبد وثني بعد أن طـــهر الـله هذه الأرض من الشرك والوثنية وكأنهم يقولــــون لا شأن للرسول بما نـــفعل.
وختاما ونحن نعيش أيامنا الوطنية وذكرى الشهداء كم يحز في نفوسنا أن تنطلق من وطني دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يسفك كل يوم دما بريئا لا لشيء سوى رفضه وجود ذلك الغاصب على قلب ذلك الجزء العزيز من وطننا، وإنه من سوء حظ أصحاب تلك الدعوات أنهم كانوا يوما يتذرعون بدماء الشهداء لمقاومة الباطل والعدوان.
[email protected]