قبل أن ينبري بعض المتشنجين الطارئين على التدين للرد على هذا العنوان وإساءة فهمه بتعمد وخبث أود أن أشير إلى أن هذا العنوان هو شطر من مطلع قصيدة في حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله وبركاته عليهم للشاعر المرحوم علي الحائري ومعروف ان الشاعر (أي شاعر) يستخدم فنون اللغة العربية من تصوير واستعارة وكناية وتشبيه في شعره ليكون تعبيره محكما جزلا ومعبرا قويا.
فكأن الشاعر هنا يريد أن يقول إن كان الموت ومع الوقت ينسي الأحبة والأصدقاء فإن الحال ليس كذلك مع الحسين، حيث ان ذكر الحسين خالد وباق وذلك بدلالة الشطر الثاني من البيت الذي يقول: «كلما أخلق الزمان تجدد».
نعيش هذه الأيام ذكريين عظيمتين في التاريخ الإسلامي الأولى هي ذكرى الهجرة النبوية الكريمة والتي كانت إيذانا بتأسيس ليس فقط دولة الإسلام بل كانت المنطلق لعالمية الدعوة الإسلامية، ومن هنا حق على الأمة أن تعظم هذه الذكرى وأن تحتفي بها أيما احتفاء.
جدير بالذكر أن اختيار سنة الهجرة كان باقتراح من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه حينما أراد الخليفة عمر بن الخطاب أن يؤرخ بعض المراسلات وتفاوتت الآراء في ذلك.
فكان ذلك الاقتراح موفقا جدا لما حواه من مغزى كما أشرت إليه أعلاه.
والذكرى الأخرى هي استشهاد ابن بنت رسول الله وسبطه وريحانته من الدنيا الحسين على أرض كربلاء حينما أعلن عدم مبايعته ليزيد خليفة على المسلمين لأسباب لخصها بقوله: «وما خرجت إلا لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنه عن المنكر» وقوله: «ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه.
ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا». ولقد كانت دعوة أهل الكوفة للإمام لمبايعته هي المدخل الذي انطلق الإمام منه لإعلان نهضته.
هاتان الذكريان سوف لن تمحيا من ذاكرة التاريخ وقد حاول جبابرة الطغاة على مر التاريخ أن يمحوا ذكرى عاشوراء من أذهان الناس ومن كتب التاريخ فانقرضوا هم وبقيت الذكرى.
وما ضير أن يحيي الناس ذكرى عاشوراء وفيها من العبر المعنى الكبير ومن الدروس الشيء الكثير التي لا تخص ولا تهم طائفة دون أخرى.
إن قلوب المسلمين لتهفو لذكر أهل بيت الرسول وتتفاعل مع ما جرى عليهم من أحداث قام بها بعض العتاة القساة الذين ملأ قلوبهم حب الدنيا والجري وراء زخرفها ومصالحهم.
أما من تحجر قلبه، أستغفر الله فقد ظلمت الحجارة، أما من اسود قلبه وتعفن عقله فهؤلاء أعجز من أن يستدلوا على الحقيقة وبالتالي فلا شأن لنا بهم.
ختاما أجدد التهنئة لسمو الأمير بالمعافاة من الوعكة الصحية وأبارك له وللكويت والأمة الإسلامية حلول العام الهجري الجديد وأعزيهم بمصاب الإسلام في عاشوراء، متمنيا أن نساهم جميعا في جعل إحياء ذكراها مناسبة للوحدة والألفة والمحبة والمعرفة الصالحة.
[email protected]