أنشأت دولتنا الحبيبة جسرا ضخما قامت بتنفيذه شركة هونداي الكورية بتكلفة تقدر بمليارين و700 مليون دولار، أنشئ في 6 سنوات من 2013 إلى 2019، ليخدم رؤية مستقبلية لمدينة الحرير وتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، عبر ربط العاصمة بشمال الكويت مرورا بالجون لاختصار الوقت من ساعة ونصف تقريبا إلى 20 دقيقة، وهذا الجسر يعد حسب مصادر حكومية رابع أطول جسر بحري في العالم بطول 50 كم مقسم على وصلتين، الأولى الصبية بطول 37.5 كم، ثم وصلة الدوحة بـ 12.5 كم، ويتكون من 3 حارات لكل اتجاه مع حارة طوارئ بعرض 30 م وارتفاعه عن سطح الماء 23 م وفتحة لملاحة السفن بـ 120 مترا.
ويتضمن المشروع جزيرتين صناعيتين، لم يتم الانتهاء من إنجاز المشاريع المميزة فيهما من قبل جهة التنفيذ لتوفير خدمات المرور والطوارئ ومحطات الوقود وصيانة الجسر ومرسى للقوارب.
هذه معلومات للتاريخ عن هذا المشروع الضخم وسبب بنائه، والذي نعده معلما للكويت ونفخر به، لكن كنا نأمل من الحكومة وبالأخص الهيئة العامة للطرق أن تجعله معلما سياحيا وجماليا، فلا يعقل أن تسير في 37 كم مملة لا جمال فيها رغم وجودك بنصف البحر! لقلة الإضاءة والديكورات والجمال على حواجز الجسر، وحتى تغطية شبكة الهواتف عليه ضعيفة رغم أهميتها للطوارئ، ألم ينظر المصممون إلى جسور مشابهة مثل بانبو في كوريا أو ميناء سيدني في أستراليا أو جولدن غيت في أميركا وتسنج ما في الصين؟! ألا يريدون جعله معلما سياحيا وتحفة عالمية بإضافات بسيطة تجمله؟!
وهناك ناحية أمنية تخص محبي هواية الدراجات الهوائية، ألا يحق لهم أن تكون هناك حارة خاصة بمسابقاتهم بدلا من وقوع أي حوادث، كتلك التي أدت إلى حالة الوفاة الفترة الماضية؟! فالجهات المسؤولة تضطر إلى إغلاق الجسر بالكامل لمدة نصف يوم من أجل إقامة مسابقة أو نشاط لهواة الدراجات! ألا يوجد تنظيم أفضل يؤمن حياة هؤلاء ولا يؤدي إلى عرقلة السير على الجسر في الوقت ذاته؟!
هذا مثال حي يثبت أننا للأسف دولة بلا تخطيط، مشروع ضخم بلا جمال، أتمنى تصميم حارة لهم لتفادي مصائب جديدة وتجميل الجسر لجعله جميلا جذابا.