لله الحمد والشكر والفضل والمنة أن منح بلدنا الحبيب الكويت خيرات كثيرة، وأنعم عليها بقيادة حكيمة تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ومن نعمه عز وجل أيضا الترابط الكبير بين القيادة والشعب بشكل يندر أن نجد له مثيلا في العالم.
ومما لاشك فيه أن العمل الذي تقوم به حكومتنا لمواجهة وباء «كورونا» عمل استثنائي وجبار يستحق الاحترام والثناء من جميع فئات الشعب حتى ممن يقف في خانة أشد المعارضين لها، والذين يتخذون مواقفهم من منطلق حرصهم على مصلحة الكويت.
ولعل إشادة دول كثيرة بما تقوم به حكومتنا ثم اقتداءهم بما نتخذه من خطوات في جميع المجالات لمواجهة هذه الجائحة لهو أكبر دليل على تميز هذه الإجراءات وسيرها في الاتجاه الصحيح، وهو ما قوبل من مجلس الأمة بالتصفيق والإشادة بالحكومة في مشهد لم نره من قبل رغم وجود بعض الأخطاء البسيطة، لكن هذه الأخطاء لا تعد إخفاقا، لأن كل عمل معرض لأن تكون فيه غلطات.
ومن وجهة نظري عاتبا، أن الحكومة كانت لديها القدرة على هذا التميز في العمل منذ وقت طويل وأنها كفؤ له، ولم يكن ليردها فساد أو مجاملات فهي قادرة على العمل بأعلى مستوى، بهذا كسبت أكبر وأقوى محام لها يدافع عنها بشراسة ولا يقبل انتقادها وهو الشعب، لتحقق أمنية تتمناها كل حكومات العالم، لأن دعم الشعب هو السلاح الوحيد الذي لم يسبقها عليه أحد.
لكن ما يحزنني أنا وفئة كبيرة من أبناء هذا الشعب أن الحكومة بدأت تتخذ بعض الإجراءات من أجل فئة قليلة لا تنظر إلا لمصالحها ومكتسباتها الشخصية ولا تتورع عن مص دماء الشعب واستغلال الأزمات، لا يردعهم وباء ولا توقفهم إنسانية ولا تشغلهم حال البلد ولا نجد منهم أدنى مسؤولية تجاه الوطن والمواطنين ولم يقدموا أي شيء لبلدهم.
ومن هذه الإجراءات أن الحكومة تسعى لتمرير حزمة اقتصادية لا نعرف قيمتها لهؤلاء المستغلين وستستدين بـ 20 مليارا يستفيدون بفوائدها، ليقتاتوا عليها حتى لا يتحملوا خسائر شهر واحد توقفت فيه أعمالهم، رغم أنهم أكلوا خيرات البلد دون أن يدفعوا أي ضرائب نظير ما يحصلون عليه من خدمات وتسهيلات، هؤلاء لم ينتظروا حتى نهاية الأزمة بل سارعوا إلى استغلالها، متذرعين بحجج غريبة وغير واقعية، واستخدموا وسائلهم الملتوية وأبواقهم الإعلامية للضغط وترهيب الشعب بأزمات وهمية لتمرير نهبهم، أسأل الله أن يحفظ وطننا الغالي من مخططاتهم.
انا هنا لا أنتقد مبادرة الحكومة للصرف في مثل هذه الأزمات، بل إننا جميعا فرحنا بتبرعات الكويت لمنظمة الصحة العالمية ولبعض الدول لأنها مبادرات جاءت في محلها.
نصيحتي للحكومة التي تملك فرصة تاريخية لم تسنح لكثير من الحكومات، بأن تحافظ على أقوى محام لها بالعالم وهو الشعب، ألا تخسره بسبب قلة قليلة لا تهمها إلا مصالحها الشخصية، هذه الفئة لم تصل حتى إلى مستوى إنسانية مافيا ايطاليا وعصابات البرازيل التي وقف أعضاؤها مع حكوماتهم رغم أنهم (لصوص)، ففي وقت الأزمات يتحتم على الجميع وضع مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار!
في نهاية كلامي أود توجيه الشكر والعرفان للشرفاء من سكان هذا الوطن، لاسيما الذين يقفون في الخطوط الأولى من مواطنين ومقيمين من طواقم طبية وجميع فئات الحكومة العاملة في الأزمة والذين انتفضوا لحماية هذا الوطن بكل قوة، أسأل الله لهم العون والثبات، وأتمنى من الحكومة أن تستمر على نهجها الجديد ولا تلتفت إلى مطالبات المتنفذين الذين لا تهمهم مصلحة هذا الوطن الغالي.
اللهم ارفع عنا البلاء وادفع عنا الوباء واحفظ أميرنا وحكومتنا وخيراتنا.
t:@mmaldgaini