الإصلاح ليس واجهة للوصول السياسي، بل هو أكبر من ذلك وبكثير، والإصلاح لم يكن ولن يكون ولا «يرهم» إلا أن يكون وفق مبدأ «منفعة» عامة!
وهو الإصلاح بمعناه الحقيقي وكما أراده الله سبحانه وتعالى من رسله وأنبيائه أن يصلحوا للناس حياتهم وبكل الوسائل التي طالت كل شيء وليس في نطق شهادة الإيمان وإعلان التوبة فقط!
أراد الله أن يكون الإصلاح بحسب ووفق الاستطاعة فقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بلسان نبيه شعيب مخاطبا قومه: «وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت» فقلوب البشر بيد الله وحده وهو جل في علاه من قال للمصطفى عليه الصلاة والسلام: «انك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين»
وأتعجب، بل وأستغرب كثيرا أن الإصلاح وحمل مبدئه يكون خدعة ووسيلة رخيصة للوصول إلى الهدم والفساد في نهاية المطاف!
الإصلاح هو التعريف بالخير المتواجد على الأرض وله حماة ومجددون وأولياء يختارهم الله ويزرع في أرواحهم حب الخير وقوة العزيمة والإصرار وهم لحصاد الخير يسعون، كما هو حال الشر فهذا أيضا له أولياء و«محقهم الله من أولياء»!
عندما تنطفئ الكهرباء في منزلك تذهب لتبحث عن شمعة لتنير بها الطريق لأبنائك، بالضبط هكذا يكون الإصلاح فهو الإضاءة في وسط الظلام وهو النور في القلوب لترى جمال الحياة وخيرها الكثير الذي لا يحصى!
المصلحون وفي كل مجال ولن استثني منهم أحدا، هذه هي اهم رسالاتهم وعلى ذلك يجب ان يكونوا!
فعليهم دائما إنارة الطريق للناس في إصلاح أمورهم وانتزاع حقوقهم بالكلمة الحسنة وكشف الأخطاء والعمل على إصلاحها، والإصلاح رسالة يحملها إنسان مثل جميع الناس ولكنه بالطبع هو أشجعهم وأقواهم وأكثرهم حجة في الطرح ولربما لديه أيضا الوسيلة التي يستطيع من خلالها أن يتحدث والكريزما التي من خلالها أن يقنع من حوله بقدراته، والأهم نظافة يده وضميره!
ويبقى العمل من أجل الإصلاح بيد المصلحين الذين نذروا انفسهم لذلك والنجاح في تحقيق هذا الإصلاح المنشود هو بيد الله وحده، ويجب ألا يتراجع مصلح ولا أن يتكاسل بمجرد فشله مرة أو أكثر، فهذه رسالة لا تتوقف أبدا ومهما كانت الحواجز والعثرات التي توضع أمامها!
والإصلاح نحتاجه وفي كل المجالات الحياتية وليس في المجال السياسي فقط وهو بالطبع يتعداه ويتجاوزه!
ولا يوجد عمل من غير أخطاء ولا يوجد عمل لا يحتاج إلى إصلاح وفي كل الأحوال الأعمال تتطور وتتجدد لتكسب رضى الناس في النهاية!
1/2 كلمة: «الإصلاح يبدأ بعزيمة العمل فلا إصلاح دون عمل ولا عمل مرجواً دون إصلاح، فالإصلاح ما استطعتم».