الفكرة عادة تكون وليدة اللحظة، وربما منا الكثير لا ينتبهون إلى ذلك أو ان الفكرة سريعا ما تتجاوزهم وتذهب في أدراج الرياح.
يقولون: «عطني حظ وارميني بالبحر»!
وربما تكون هذه الفكرة هي هذا الحظ المنتظر، والتي من خلالها لن تغرق في البحر!
كثير من رجال الأعمال والسياسيين خدمهم الحظ وكانوا فعلا ممن يطلق عليهم «ذو حظ عظيم» ولو استثنينا طبعا ورثة الثروات والسياسة من وجود الفرصة والحظ!
ولو قلنا ماذا بعد الفكرة؟!
ستتبادر لأذهاننا الإجابة فورا وهي توافر الفرصة من عدمه وبالتالي «يتبقى» للفكرة والفرصة إن توافرت عامل الحظ!
هناك من يقول: لا وجود للحظ وإن الحظ هو النصيب!
نعم هو النصيب وليس غيره موجودا في كل الأحوال وعلى الاطلاق أيضا!
وفي قول الله سبحانه وتعالى حينما وصف قارون وقول قومه ممن احبوا الحياة الدنيا في كتابه الكريم : (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) ولم يمنعه هذا الحظ العظيم بالتالي من أن ينال نصيبه من أموال الدنيا، برغم كفره وحتى إلى أن خسف الله تعالى به وبقصره أمام الأشهاد ونال نصيبه كما نال نصيبه من الحظ!
الفكرة ربما تكون هي أول عامل من عوامل تحقيق النجاح ومن بعدها تأتي الفرصة ومن ثم النصيب والذي هو «الحظ» بكل تأكيد!
وفي القرآن الكريم مشهد آخر للحظ العظيم وهو قول الله تعالى لا بلسان قوم قارون ممن أحبوا الحياة الدنيا وهو قوله عز وجل: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وهذا الحظ العظيم هو «الجنة» التي عرضها السموات والأرض، اللهم إجعلنا وإياكم ممن يدخلونها برحمة الله التي تسع كل شيء.
وهنا في الدنيا الجميع له فكره وفرصته وبالتالي له نصيبه وحظه ولم يستثن الله سبحانه وتعالى أحدا مسلما كان أو مشركا أو ملحدا من حظ الدنيا، انما كان الاستثناء في حظ الآخرة!
ولنجعل من أفكارنا طريقا لحظوظنا وألا نضيع الفرصة فهي المفتاح لتحقيق الأحلام والوصول للمنى!
٭ 1/2 كلمة: ويبقى أهم «منصب» هو ما تحصل عليه «يوم العرض» عند مليك مقتدر!
@m_alsaeidi
[email protected]