كثيرا ما نسمع هذه العبارة «قلبه متروس» للشخص الذي لا ينسى أي خطأ مهما بلغ أمره ويسعى للانتقام، تلك الشخصية لا تعرف التسامح وتنتظر الفرصة من أجل الانتقام كنوع من الراحة النفسية برد الصاع صاعين.
تلك النوعية من البشر متعبة في التعامل معها لأنها تستطيع أن تجرحك في أي وقت ودون مناسبة لمجرد التذكر بأنك في يوم من الأيام قد أخطأت في حقه دون قصد فيصبح كالجمل ينتظر الفرصة من أجل الانتقام ويكون انتقامه مميتا أو يسبب لك جرحا لا يلتئم بسهولة وقد يكون انتقامه أمام الناس لإحراجك رغم ان خطأك بسيط وقد يطعنك من الخلف وهو أشد ألما!
إن هذه الشخصية معروفة بأنها حقودة وحسودة لا تحب الخير أن يعم للجميع بل تريده لنفسها فقط، وتجدها تفرح حتى لو اصيب أحد أقربائها بمكروه وقد تأتي لتشاركك الحزن وهي طايرة من الفرح لأن مكروها قد أصابك!
وكذلك تحزن لنجاحات الآخرين ويضيع وقتها من أجل إفساد أي نجاح أو فرحة تصيب كل نجاح.
القلوب السوداء صعب اكتشافها وأيضا صعب علاجها، وقد تكون من عامة الناس أو من شخصيات معروفة ولها رأي مسموع وتستغرب من قلبها المتروس وسعادتها بمعاناة الآخرين!
تأمل معي تلك الآية (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم) تلك الآية لك يا بو قلب متروس، ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» أين أنت من كل ما سبق ذكره؟!
وهناك أيات وأحاديث لتلك المضغة (القلب) والتي يقول عنها رسولنا الكريم: «ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
إن قصة الصحابي الجليل والذي ذكره نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع صحابته بأنه سيدخل عليكم رجل من أهل الجنة وقد كررها ثلاث مرات على مدى ثلاثة أيام ذلك الرجل كل ما فعله هو ترك الحسد ولا يحسد أحدا على خير أعطاه الله.
اللهم لا تجعلنا من أهل الحسد وطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، اللهم طهر قلوبنا من كل سوء ومن كل أذى ومن كل داء.
[email protected]