من الذي جعل التافهين محل اهتمام الكثيرين؟! لماذا شهرتهم تجاوزت المحيط المحلي؟! وكيف أصبحوا من المشاهير بين ليلة وضحاها؟ بسبب هذه الأسئلة فكرت كثيرا في سبب سرعة انتشارهم على جميع وسائل التواصل رغم علم الأغلبية ويقينهم بأن هؤلاء «بخاخ» سرعان ما ينتهي محتواه.
إن القدوة الصالحة من علماء ومشايخ الدين «الحقيقيين» والمعلمين والوالدين.. سد منيع يمنع المخربين من نشر خرابهم، لذا استهدفت هؤلاء القدوة الصالحة عملية تشويه كبيرة فتم إظهارهم في كل وسائل الإعلام في أبشع الصور وجعلهم سخرية أمام الجميع بغرض إفساد الذوق العام وإبراز من يدعي «التدين»، وهو في حقيقة الأمر يعمل على تشويه صورة العلماء ومشايخ الدين وبعد ذلك يتم «التعميم» على الجميع ! وكذلك تشويه صورة المعلم الذي يعطي البعض منهم «دروسا خصوصية» فيظهرونهم بأنهم غير أمناء على قدسية التعليم وهكذا.. ولقد حرصوا على تلميع «التافهين» بشكل يفوق الكثير من «ورش» تلميع السيارات، مما جعل الشباب يحلمون بأن يكونوا مثلهم، ذوي مال وشهرة.. فيحرصون على تقليدهم في تصرفاتهم دون أي اعتبار لما يحملونه من قيم أو مبادئ «سيئة»، وقد يرمون بالعادات والتقاليد والأعراف السائدة عرض «الطوفة»، فكانت تلك الغاية التي أرادها هؤلاء «المدمرون» لكي ينفذوا مخططهم «الخبيث» لجعل شبابنا يؤمنون بأفكارهم وتصرفاتهم وتحررهم على اعتبار أنها حرية الرأي والتعبير وكل واحد يعمل الذي يريده وكانت النتيجة «فساد» أخلاق الكثير من الشباب!
لقد أصبح الشتم والضحك على الفاضي والتطنز على الآخرين سبب انتشارهم على وسائل التواصل الاجتماعي بمباركة ودعم من المدمرين، وتجدهم خلال أيام معدودة يتبعهم عشرات الآلاف من المتابعين !! والغالبية من جمهورهم من الشباب وقد يتبعهم أيضا ممن يفترض بهم معارضة تلك المسخرة البعض من كبار السن لكنهم للأسف يشجعون أولادهم على متابعتهم لأن دمهم خفيف ومسخرة.. !!
أصبحت القدوة لدى الشباب هؤلاء التافهين أما علماء الدين والمثقفون فهم في آخر القائمة من الاهتمام !! تشعر بالاشمئزاز عندما تتم استضافة تافه أو تافهة في وسائل الإعلام ويجري إعطاؤه مساحة كبيرة للحديث عن «تفاهته» ولو يحصلك تمد إيدك داخل التلفزيون لخنقته وهو يتحدث لأنه بحديثه يفسد فكر الشباب، إن استضافتهم بشكل مستمر دليل على الاقتناع بوجودهم بشكل رسمي بدلا من محاربتهم، ما يجعل الشباب يقتنع بأن ظهورهم بشكل رسمي دليل على صحة «تفاهتهم» ويجعلهم يؤمنون بأن هؤلاء هم القدوة المتحررة، لينشأ لدينا جيل أخلاقه وثقافته في انحدار تام لأن تأثيرهم قوي على الشارع الشبابي، لذا يجب على الإعلام الحكومي إبراز القدوة الحسنة بشكل مستمر لأن فكرهم وثقافتهم العالية مليئة بالمبادئ والقيم الحميدة القادرة على حماية شبابنا من انحرافات تلك الفئة وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
باقة ورد: شكر خاص للجهة المسؤولة التي تفاعلت مع اقتراحنا بخصوص إنشاء جسور مشاة بين خيطان والفروانية، حيث بدأت بعمل ثلاثة جسور مشاة رحمة بمن يعبر تلك الشوارع، فلها كل الشكر والتقدير على إحساسها الوطني وجزاكم الله خيرا.
[email protected]