يقال ان هناك ملكا من ملوك الهند طلب من وزيره أن ينقش على خاتمه عبارة لو قرأها وهو حزين يفرح ولو قرأها وهو فرح يحزن فنقش الوزير عبارة (هذا الوقت سيمضي)!
ونحن الآن في وقت يواجه العالم فيه وباء فيروسياً حصد الآلاف من الناس وأصاب عشرات الآلاف، وكلنا أمل بالله العلي القدير أنه سيتم اكتشاف اللقاح الخاص بهذا الفيروس المستجد كوفيد- ١٩، وسيمضي هذا الوقت ويزول الخوف وتعود الحياة لدول العالم أجمع كما كانت ويبقى ذكر هذا الفيروس القاتل كذكر ما سبقوه من أمراض وأوبئة.
ولكن ما عسانا تعلمنا من هذه الأزمة؟! إنها لم تنته بعد وما زلنا نعيش أهم سلبياتها وهي عشوائية القرارات، التي تستفز الرأي العام، على مستوى الجميع.
فإن لاحظنا التعامل مع العائدين من الدول الأخري والتي أشير إليها أنها من الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا نجد أنها إجراءات ضعيفة ولا يوجد بها تشديد علما ان بعض العائدين هم من يطلبون الفحص عليهم! وكانت معظم الحالات المصابة ممن كان مطلق عليهم الحجر المنزلي، كما أننا لاحظنا قرار فحص (PCR) على العائدين من 10 دول ومن ثم إلغاء هذا القرار والذي يضر بصحة الطرفين سواء المسافر أو المقيم في الكويت وبعد التذمر الشعبي تم وقف الرحلات مع 7 دول!
ما هو إلا دليل على أن القرارات لا تؤخذ بناء على دراسة إنما على ردود أفعال المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي!
وعلى صعيد مجلس الأمة فمن المحزن أن يتوقف عقد الجلسات خوفا من انتشار المرض ولا يخافون على مصلحة من انتخبوهم للوصول لهذه الكراسي الخضراء! فكان من الأجدى أن يشارك ممثلو الشعب القرارات التي تتخذها الحكومة ويتم طرح مقترحات وتصورات الشعب في بيت الشعب، لا أن يغلق ويتم إيقاف كل الجلسات وبعد ذلك يأتي كل نائب ليستجوب الوزراء! بأي منطق تفكرون أيها النواب؟!!
أما على صعيد وزارة التربية والتي تهم الشريحة الأكبر من المجتمع فهي لم تتخذ حتى الآن قرارات تخصها بذاتها، ولم تضع البدائل بصورة واضحة، إنما تقرر حسبما يتم إقراره في مجلس الوزراء بالنسبة لتعليق الدراسة أو استئنافها، علما بأنه من الأصح في حال استئناف الدراسة أن يكون دوام الهيئة الإدارية والتعليمية يسبق دوام الطلبة بأسبوع، وذلك لتهيئة أوضاع المدرسة والتأكد من سلامة جميع الموظفين ووضع الخطط وآليات العمل حيث لا يقتصر العمل فقط في مثل هذه المواقف والأزمات على أعضاء فريق التدخل السريع، إنما يكون العمل جماعيا بصورة فرق.
كما أنه يوجد العديد من المقترحات البديلة والتي تعالج التأخير في المناهج وكيفية إنهاء هذا العام الدراسي والتي لا مجال لذكرها في هذا المقال.
نتمنى من الحكومة وأعضاء مجلس الأمة دراسة الوضع الذي نعيشه كمجتمع ضمن هذا العالم الكبير ووضع التصورات الجادة لضمان حمايتنا من هذا الوباء، فكل الأمور بيد الله عز وجل ولكن دعونا ألا نترك مجالا أن يكون القضاء بسبب الإهمال والتسيب.. وحفظ الله وطننا الحبيب وكل من يعيش على أرضه وسائر بلاد المسلمين.
وعلى المحبة والخير نلتقي بإذن الله.