من تجليات أزمة فيروس كورونا أن المطالب المالية في البنك الفيدرالي قد تضخمت لأنه أصبح يطبع بصورة مضاعفة وفائقة أكثر من السابق، ونحن نعلم أن التضخم عبارة عن فقاعة تكبر وفي حال ارتطمت بأي طرف حاد ستنفجر وتسبب أزمة مالية ضخمة ستؤدي بالعالم إلى نفس التبعات والمأساة المالية التي عاشها العالم أجمع سنة 2008 وهذا الخطر شديد التوقع ومترقب من قبل الكثير من رجال الأعمال الكبار مثل إيلون ماسك ووارن بافت، كما أن الكاتب ديف رامسي صرح قائلا بأن هنالك أزمة عالمية قادمة على الأبواب ولكن من الصعب الجزم بـ«متى ستكون هذه الأزمة خلال هذه السنة».
وفي الأزمات المالية يبقى الأغنياء أغنياء ويتحطم من يبني خطوات الغنى ويسحق الفقير أكثر فأكثر، فالغني وإن خسر 75% من ثروته فإنه يبقى غنيا ويملك متطلبات الحياة بينما من يحاول أن يصبح غنيا سيتحطم ولكن على الأقل سيمتلك الحد الأدنى من المال ليعيش، بينما الفقراء سيتأثرون ويسحقون أكثر لأن الطعام الذي كانوا يؤمنونه بفعل عمل أيام طويلة سيصبح صعب الشراء والتملك.
وكعادة الأغنياء أيضا عندما يتحطم من يحاولون أن يصبحوا أغنياء يستحوذون على أسواقهم بسبب المال الذي يملكونه وبالتالي سيحصدون ما خسروا مع مرور الوقت فهم يأخذون أتعابا ومشاق بسعر بخس.
كتب استر دوفلو في كتاب اقتصاد الفقراء جملة تبين حال الدول والشعوب الفقيرة قائلا: يبدو أن العالم اليوم، منشغل بأحداث مهمة، وليس له الوقت لإيجاد حلول لمشكلة مليار جائع، لا يجدون ما يسدون به رمقهم، أفواه الجوعى تنتظر من يعطيها، ولو كسرة خبز نظيفة، وشربة ماء نقية، لا يوجد بها بكتيريا أو ملاريا.
ولا يوجد هنالك نفع من مساعدات مالية فردية أو دولية لفقير سيبقى ابن مجتمعه وبيئته التي لن تتغير، لذلك جميع المساعدات هي مساعدات مؤقتة حتى تغير الحكومات طريقتها التي لن تتغير وهذه هي طبيعة المجتمعات الرأسمالية فهي تسلب الطعام والدواء والفرو والسرير الدافئ والحرية، فالحرية في المجتمع الرأسمالي تبقى دائما، كما كانت في الجمهوريات اليونانية القديمة: الحرية لمالكي العبيد كما قال لينين الذي لا يروقني أن أستشهد به أبدا إلا في وقت الضرورة.
وحتى إن أرادت أن تساعد الحكومات شعوبها فهي فلن تستطيع ذلك لأنها لازالت تبحث عن الصحوة بعد ما تسببت به أزمة كورونا من خسائر وجميع الاقتصاديين في العالم يترقبون كيف سيتعامل العالم مع أزمة عالمية بعد كورونا لأن الضربة الأولى على الرأس مؤلمة ولكن الثانية لا شك أنها قاتلة.