أطلقت قوات الشرطة السودانية امس الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين المطالبين بتسليم السلطة لحكومة مدنية.
وتحرك المحتجون من منطقة «الديم» جنوب العاصمة صوب القصر الجمهوري وسط الخرطوم لكن سرعان ما تصدت لهم القوات الأمنية مستخدمة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الشوارع المؤدية الى القصر، ما أدى الى وقوع إصابات وسط المحتجين.
وكانت السلطات الأمنية استبقت الاحتجاجات وأغلقت بعض الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث، كما نشرت وحدات أمنية مشتركة في الشوارع المؤدية الى مقر قيادة الجيش.
وجاءت هذه التظاهرات استجابة لدعوات أطلقتها «لجان المقاومة» للمطالبة بالحكم المدني والتحول الديموقراطي تحت شعار «هبة سبتمبر»، وذلك غداة
ترحيب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق محمد حمدان دقلو بمشروع الدستور الذي اقترحته لجنة المحامين السودانيين.
ودعت «تنسيقيات لجان المقاومة» في ولاية الخرطوم الشعب السوداني للمشاركة في مليونية «هبة سبتمبر» تخليدا «لذكرى انتفاضة سبتمبر 2013 وتجديدا للعهود مع الشهداء».
وقالت «تنسيقيات لجان المقاومة» في بيان لها: «نحيي انتفاضة سبتمبر المجيدة في عام 2013 يوم انتفض الشعب السوداني على بطش النظام البائد آنذاك في هبة شعبية كانت أقوى ملامح النضال في ملحمة دامية سلط فيها مرتزقة الديكتاتور الحاكم فوهة بنادقهم نحو الثوار إلى أن سقط على أثرها قرابة المائة شهيد في ولاية الخرطوم وأكثر من مائة شهيد في بقية ولايات السودان».
وأضاف البيان أن «هبة سبتمبر كانت هي النواة التي استمرت بالنمو والنضج إلى أن ظهرت فروعها في عام 2016 بانتفاضة ثانية وظهرت ثمارها في بداية عام 2018 إلى أن قطفت الثمار في ديسمبر 2018 كأقوى انتفاضة ثورية شعبية ضد الديكتاتور الانقلابي عمر البشير».
وشددت لجان المقاومة على انها لن نتوانى أو نتراجع عن شعارها الذي ينص على أنه «لا تفاوض لا شراكة لا مساومة» مع السلطات الانقلابية ومن ناصرهم من انتهازيين.