الإنجازات الحضارية والثقافية والثقل السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به الكويت إضافة الى سمة التسامح وتقبل الرأي الآخر واستيعاب مفاهيم الديموقراطية والحرية المعتدلة التي تتجلى في حرية الصحافة والانفتاح على كل دول العالم بجميع اتجاهاتها السياسية وبناء على تلك العوامل الموضوعية التي اتسمت بها الديبلوماسية الكويتية عبرت الكويت أحداث عقود عاصفة دون ان تتنازل عن شيء من كرامتها أو حقوقها الوطنية، فضلا عما اكتسبته من احترام وتقدير في محيطها الاقليمي وعلى المستوى الدولي بفضل القيادة الحكيمة لربان الديبلوماسية الكويتية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه حيث حرص سموه على ان يوظف الديبلوماسية منذ ان تولى سموه مقاليد الحكم منذ أربع سنوات في خدمة خطط التنمية وانعاش الاقتصاد الوطني، فانتقل بالديبلوماسية من إطارها الوقائي والأمني الى الأفق الاقتصادي مؤسسا لعهد جديد يتفق مع منطق عصر العولمة والانفتاح على الأسواق العالمية الواعدة بالنمو والحافلة بالامكانات الاقتصادية التي تلبي طموحات الكويت في بناء منظومة علاقات تعاون واستثمار تنموي مشترك يساهم فيها القطاع الخاص الى جانب القطاع الحكومي لتفعيل دور المؤسسات والقوى الاقتصادية الوطنية حتى شهدت الكويت قفزات نوعية تمثلت في طفرة عمرانية متميزة.
ولقد أولى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه العديد من القضايا اهتماما في مقدمتها تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي، وحرص سموه على تذليل كل العقبات التي يمكن ان تقف حجر عثرة أمام هذا الهدف السامي الذي سيجعل الكويت في مصاف الدول المتقدمة مما سيعود على الكويت وشعبها بالخير والرخاء، كما كانت لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه مواقف مشهودة في التصدي لكل، من شأنه المس بالوحدة الوطنية والعبث بمقدرات الشعب والوطن، فكان سموه حازما حاسما في كل المواقف.
وعلى الصعيد السياسي الخارجي كان صاحب السمو الامير ولايزال يبدي اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية حتى أصبحت محورا رئيسيا في حياته، وأيضا كان لسموه دور كبير لن ينساه الشعب العراقي والعالم بأسره في تحرير العراق من النظام البعثي الذي استعبد العراقيين أكثر من ثلاثين عاما.
وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه شديد الحرص على تنقية الأجواء العربية والعمل على الترابط والتآلف، ستة وخمسون عاما من العمل السياسي لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مليئة بالمواقف السياسية والاجتماعية والإنسانية لا أستطيع ان اختزلها في مقال متواضع، فالأمر يحتاج العديد من المجلدات لمسيرة العطاء والانجازات لسموه حبا ووفاء لأجل الكويت وأهلها، وستبقى الكويت بإذن الله بكل كيانها السياسي والاجتماعي كانت ومازالت واحة الأمن والأمان لكل مواطن ومقيم يعيش فوق أرضها تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.