(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا).
فقدت الأمتان العربية والإسلامية والعالم أجمع الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه وأحسن مثواه، قلّ أن يجود الزمان بشخصية ديبلوماسية شهد لها القاصي قبل الداني، فمنذ إعلان خبر الوفاة تطايرت برقيات التعازي من العالم العربي والعالم الدولي بوفاة الراحل الكبير الذي زرع في كل بلد بذور الخير.
رحل سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، صباح المكارم، حكيم العرب، وعراب الديبلوماسية في العالم وقائد العمل الإنساني، تاركا للكويت إرثا من العلاقات المتميزة عربيا ودوليا والتي عززت من المكانة العالمية للكويت، حيث ساهمت الديبلوماسية الكويتية التي صنعها زعيم الديبلوماسية رحمه الله في الساحتين الإقليمية والدولية عبر انتهاج انتهجه سمو «صباح المكارم» وهو الحوار والتشاور وتغليب صوت العقل والحكمة في سبيل درء التهديدات والأخطار والحيلولة دون تفاقمها والعمل على تهدئة الأوضاع وتجنب الصراعات المدمرة.
وقد ساهم سموه، رحمه الله، في حل العديد من القضايا في المنطقة بالوسائل السلمية، انطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وما تمليه علينا قيمنا العربية والإنسانية وهو الأمر الذي جعل الكويت بلدا آمنا مطمئنا بفضل من الله ومن ثم بحكمة وديبلوماسية الأمير الراحل ومن الصعب أن تختزل تاريخ من الإنجازات طوال 66 عاما وأكثر في مقال.
وداعاً يا حكيم العرب.. وداعاً يا من مدّ يد العون لنجدة المسلمين في كل بقعة من بقاع الأرض وعزاؤنا الأكبر إيماننا بالقدر والقضاء والأجل المحتوم على جميع الخلق، ولا يسعنا في هذا المصاب الجلل على الجميع إلا أن نتضرع إلى الله العلي القدير أن يرحم والدنا وأميرنا الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزي سموه على ما قدم للكويت وشعبها وللأمتين العربية والإسلامية خير الجزاء (إنا لله وإنا إليه راجعون).