تنعقد اليوم الجمعية العامة لشركة بورصة الكويت حيث سيتم انتخاب أول مجلس ادارة للشركة بعد اتمام خصخصة البورصة وحصول تحالف الاستثمارات الوطنية على نسبة 44% من ملكية الشركة.
يأتي ذلك في وقت تعيش فيه الشركات الكويتية واحدة من افضل السنوات منذ الأزمة المالية قبل 10 أعوام.
فقد تجاوزت الأرباح مستوى 1.7 مليار دينار او مستوى 5 مليارات دولار، بنمو 11.6%. وارتفعت قيمة الاسهم مجتمعة بنسبة 15% منذ بداية هذه السنة، وبفضل ذلك ارتفعت القيمة الرأسمالية للبورصة الى 33 مليار دولار، اي تجاوزت 100 مليار دولار.
ورغم ارتفاع اسعارها، ظلت تقييمات الاسهم بين افضل السنوات.
تعطي هذه الحقائق مؤشرا واضحا على ان ثمة تحولا لدى الناس نحو الاسهم من جديد.
لا شك ان هناك ارتفاعات جاءت بفضل دخول الأجانب الى سوق الاسهم مع ترقية البورصة الكويتية الى مؤشر فوتسي وترقب الترقية لدخولها مؤشر MSCI، لكن هناك ايضا ثقة ما تعود تدريجيا للبورصة.
يمكن تفسير هذه الثقة بالسيولة المرتفعة التي تقارب اليوم مستويات 40 مليون دينار، وكانت في مثل هذه الأيام من العام الماضي عند 10 ملايين دينار.
وخصخصة البورصة بحد ذاتها أعطت ثقة اضافية، فدخول تحالفي مجموعة الخرافي ومجموعة البحر في ملكية البورصة هو مؤشر لعودة كبرى المجموعات الى لعب دورها في سوق الاسهم.
وكما ذكرنا سابقا، فإن المجموعتين سبق ان قادتا البورصة في زمن الفورة وهما الآن تعولان على صعود السوق في السنوات المقبلة.
ومن المرتقب ان تصل المجموعتان اليوم الى مجلس الادارة، بوجوه شابة متحمسة للعمل والعطاء.
وستكون أمامها مهمة دعوة القطاع الخاص بشركاته واتحاداته لمعرفة وجهات نظره في كل الملفات العالقة في البورصة او التوصل الى نقاط مشتركة لكيفية تطوير سوق الاسهم نحو الأفضل وفتح قنوات استثمارية جديدة للمستثمرين.
ولا شك ان ما كان حلما في الماضي اصبح حقيقة، مثل ادراج الاسهم الكويتية على خارطة الصناديق العالمية في «فوتسي» ولاحقا MSCI. يبقى ان هناك جيلا جديدا من الشباب الكويتي يملك سيولة لكنه يريد التأكد من أن استثماره مجد في الاسهم الكويتية، وهذه مهمة اخرى لإعادته للسوق الكويتية حيث قد يتمكن مجلس الادارة الجديد من فهم لغتهم.
فهؤلاء الشباب لديهم إمكانية اليوم لتداول اسهم في اي سوق في العالم، ولديهم فرص في الاسواق الاميركية في اسهم التكنولوجيا والألعاب التي يعرفونها جيدا بحكم استخدامها في حياتهم اليومية، ويمكنهم المراهنة على اسهم معينة يرون فيها فرصا للنمو كما حدث لمن دخل في اسهم Zoom وPinterest ولاحقا سيدخلون في اسهم Uber وAirBnb عند ادراجها، ولا شك ان هذه السيولة تخرج من السوق الكويتية الى الاميركية.
ومن ميزات هذه الشركات الشفافية والإفصاح عن أعمالها وأنشطتها بشكل مبسط وشبابي وتكشف للناس ماذا تفعل وما خططها المستقبلية للنمو.
وهو امر تفتقده معظم الشركات الكويتية المدرجة التي تعمل بطريقة تقليدية جدا في عملية تسويق نفسها، لدرجة ان لا احد يعلم بالضبط كيف تعمل شركة ما وما خطتها للتوسع والنمو، رغم ان لدى هذه الشركات قصصا جميلة يمكن ان تروى وتجذب الشباب اليها.
وبعض مسؤولي هذه الشركات يفضل ان يروي قصته لنادي «الديوانية» المقرب جدا، الذي يستفيد اولا من الاخبار، لكن قد لا يتخذ خطوة نحو شراء الاسهم، على عكس الشباب المتحمسين لصناعة الثروة والمراهنة على الاسهم.
@boumeree
[email protected]