التعليم في فنلندا مجاني في جميع المراحل الدراسية بما فيها الجامعية، وإلزامي حتى سن السادسة عشرة، وينقسم إلى مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلتين الابتدائية والثانوية.
يكتمل تطور %90 من الدماغ البشري و%85 من مسارات الاتصال بين خلاياه وبينه وسائر الجسم خلال السنوات الخمس الأولى من العمر، ولذا يحرص الفنلنديون خلال هذه المرحلة العمرية على إكساب الطفل اكبر قدر ممكن من المعارف وعلى صقل شخصيته لتكوين الفرد المحب للمساهمة في المجتمع والقادر على العيش باستقلاليه والساعي وراء الإبداع.
تبدأ الدولة بتقديم الرعاية للمولود الجديد منذ عمر الستة شهور إذ تستقبله في مراكز خاصة طوال اليوم لتتمكن الأمهات من الذهاب لأعمالهن ولا تخلو الرعاية من اكتساب المعرفة وتقدم هذه الرعاية حتى عمر الست سنوات فيلتحق الطفل عندها بالروضة ثم يلتحق بالمدرسة النظامية عند عمر السبع سنوات ومن مظاهر الاهتمام بهذه المرحلة العمرية ان الأسرة عند ولادة مولودها تهديها الدولة ثلاثة كتب واحد لكل من الأبوين وواحد للقادم الجديد، كما يكلف فريق من ممرضتين ومدرس لرعاية الطفل وزيارته في منزله ويحرص الفنلنديون على ألا تزيد نسبة الأطفال لكل بالغ عن 1 إلى 7.
عند سؤال احد وزراء التربية عن أسباب تفوق فنلندا في التعليم أجاب بانه يعزوه لسبعة عوامل هي:
1 ـ حب وتقديس المدرسة والمعرفة، 2 ـ وهو أهمها الالتزام بتعيين النخب المتفوقة من حملة الماجستير كمعلمين وإعطائهم حقوقهم المعنوية والمادية كاملة وإخضاعهم لبرامج تأهيل دورية واختبارات للكفاءة، 3 ـ اختزال ساعات العمل إلى 20 ساعة اسبوعيا والاكثار من فترات الراحة، 4 ـ التركيز على المضمون في المادة العلمية، 5 ـ لا فصل بين الطلاب على أساس القدرات الذهنية والتفوق العلمي، 6 ـ العلاقة المتميزة بين الطالب والمعلم في فصل لا يزيد الطلاب فيه على 20 والمساواة بين الطلاب في مستوى التعليم والخدمات، 7 ـ ارتفاع عدد الطلبة المؤهلين للدراسة الجامعية إلى %91.
التعليم العالي في فنلندا مجاني حتى للأجنبي ويتكون من نظامين الأول التعليم الجامعي الأكاديمي والثاني التعليم المهني التطبيقي ويمكن لخريجي ثانوية الأخير الالتحاق بالنظام الجامعي بعد اجتياز سنة تأهيلية وبعض الاختبارات ويمكنه أيضا ان يستمر دون قيود في التعليم التطبيقي الموازي للجامعي.
يوجد في فنلندا 17 جامعة أكاديمية و25 جامعة للعلوم التطبيقية، وتشجع الدولة الحصول على درجات الماجستير والدكتوراه.
يرى معظم التربويين في فنلندا ان نجاحهم في تطوير التعليم يعود بالدرجة الأولى إلى دقتهم في اختيار المعلمين فهم يضعون موهبة التدريس والرغبة فيه شرطا رئيسا لقبول المتقدم لوظيفة معلم جنبا إلى جنب مع التفوق في الحصول على درجة الماجستير والكفاءة في المادة المرادة تدريسها، ويخضع بعدها لاختبارات للقدرات ولتحديد افضل مجال يدرس به ثم وبعد الالتحاق بالعمل يخضع المعلم الى دورات تدريبية إلزامية أثناء الخدمة يقاس فيها مستواه ويوجه لخدمة الطالب.
[email protected]