هناك فئة من البشر تهاجر إلى بلد آخر طلبا للأمان والاستقرار النفسي والاجتماعي والمالي والسياسي، وغالبا ما تكون هذه الفئة حريصة جدا على الالتزام بقوانين هذا البلد واحترامها وعدم كسرها، وتربي أبناءها على هذا الأمر تفاديا لمشكلة يمكن أن تتسبب في إبعاد أحد أفراد الأسرة، إن لم يكن كلها، وتقويض حياتها التي بنتها في المهجر.
وهناك فئة تهاجر طلبا للمال، هذه الفئة يجب أن تكون تحت المجهر، لأن المال إذا كان هو الغاية الأساسية فقد تكون كل الوسائل في نظر هذه الفئة مبررة وجائزة، بل إن التفنن في الاحتيال والغش والنصب لجمع أكبر قدر من المال هو بنظرها شطارة وفهلوة وذكاء.
المشكلة أن الفئة الثانية هي المتسيدة للمشهد في الكويت، وهي التي تحتل أخبارها وجرائمها ومخالفاتها صدارة المواقع الإلكترونية والخدمات الإخبارية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمية وغير الرسمية.
وهذه الفئة هي التي تتسبب في تشويه صورة الفئة الأولى (الماشية تحت الحيط تنشد السلامة) وتؤلب الرأي العام ضدها، وكما يقال: «الشر يعم والخير يخص!».
هنا يأتي دور عقلاء المجتمع والمخلصين الحريصين على مصلحة البلد، في إخماد نار هذه الفتنة بين المقيم والمواطن، وإبراز الدور المهم والمفصلي للفئة الأولى في إعمار البلد وتنميته، ومدى عمق الأثر الجميل الذي يرسمه أولئك المقيمون القادمون من بيئات وثقافات متنوعة تثري الهوية المحلية وتضيف إليها الكثير جدا من التفاصيل والجماليات، وتساهم بشكل فعال بما تملك من علم وخبرات ومهارات في دعم مسيرة البلد ورفع شأنه ودفعه إلى الأمام وإلى الإنجاز والتطوير.
أما الصيادون في المياه العكرة والمغفلون الذين ينساقون وراء حملات التأجيج والتأليب التي غالبا ما يقودها بعض المغفلين أو الخبثاء من ذوي المآرب والأجندات القذرة داخلية كانت أو خارجية، فهم بكل تأكيد سيجرون البلد لخسائر وأزمات وفتن نحن في غنى عنها، إن لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم بالقوة و«العين الحمراء».
AwatifHAlalawi@