في عام 1993 أصدر وزير التربية الأسبق أحمد الربعي، رحمه الله، قرارا بإلغاء نظام التعيين في المدارس المســـائية لتــعليم الكبار ومحو الأمية، وقال: لا يعقل أن يتساوى بالراتب المعلم الذي يـــداوم أكثر من 6 ساعات في الفـــترة الصباحية مع من يداوم 3 ســـاعات فقط في الفترة المسائية.
وتم تنفيذ القرار، واقتصر العمل في المراكز المسائية على نظام التكليف، حيث يستحق المعلم/ة مكافأة مالية محددة مقابل كل حصة يقوم بتدريسها في هذه المراكز.
وهذا هو العدل.. طبقه أحمد الربعي لأنه كان شخصا وطنيا حتى النخاع، لم يخف في الله لومة لائم.
فالمعلم الذي يرغب براتب كامل مع بدلاته يعمل بنظام التعيين في الفترة الصباحية، ومن يريد زيادة رزقه يمكنه أن يعمل أيضا في الفترة المسائية القصيرة بنظام المكافأة.
أما العجب العجاب فهو ما نشهده هذه الأيام: موظفات يداومن 3 ساعات فقط في المهنة نفسها، وهي التدريس والتحفيظ، ويطالبن براتب كامل حالهن حال من يداومن 7 ساعات يوميا. والمضحك أنهن يتحججن ببيوتهن وبأبنائهن، ويصرخن أمام الكاميرات: «متى نربي أبناءنا؟»، وكأن بقية معلمات وموظفات الدولة لا بيوت لهن ولا أسر ولا أبناء ولا التزامات!
والمشكلة الأكبر أنهن يعملن في مجال ديني، ويفترض أن يكن الأكثر التزاما بمبادئ العدالة والأمانة والحس الوطني!
وتبقى الطامة الكبرى هي فزعة بعض النواب لهن، ضاربين عرض الحائط باليمين الدستورية التي أدوها وما تضمنته من التزامهم بأداء عملهم بالأمانة والصدق والإخلاص لمصالح البلد!
إلا أنه كما يبدو، فالحفاظ على القواعد الانتخابية من النساء وذويهن، أهم من أي مصلحة وطنية!
وكما قال الربعي رحمه الله: «اللهم احم وطني من أهله، أما أعداؤه فهو كفيل بهم».
AwatifHAlalawi@