فيصل الزامل
قالت ملكة السويد، رئيسة مؤسسة «منتــور» لـلوقــاية من المخدرات: «برامجنا موجهـة للأسرة وللمدرسين مـعا في كـيـفيـة وقايـة الناشئـة من التعاطي».
وانتقد الأمير تركي بن طلال ضعف الجهـود في المنطقة العـربية لمكافـحة هذه الآفة.
وتتـعاون مـؤسسـة منتور العربية مع المقاهي الشبابية وشركات الاتصــالات كـمنافــذ للوصــول إلى شـريحة الـشبـاب التي تهـدف برامج المؤسسة إلى توعيتـهم أمام هجمة من المروجين تسـتـهـدفهـم، وتستـهـدف مدخرات أهاليهم.
توقفت أمام شكوى الأمير تركي من ضـعف الجهـود المبـذولة في المنطقـة العـربيـة، ووجدت الإجابة في كلمـة الأخ النشط محـمد عبدالعـزيز الشايع عضو مجلس أمناء المؤسسة، حين قال: «التـصـدي لمشكلة المخدرات المدمـرة لمجتمعاتنا واقتـصادنا بشكـل عام، يتطلب شـراكـة بين الـقطاعين العـام والخـاص ومنظمـات المجتمع المدني غير الحكومية».
على سبيل المثـال، نجحت واحدة من هذه المـنظمــات (لجنـة بشــائر الخـيـر) التـي اتجـهت إلى المدارس والكليات كـما اتجهت إلى السـجون، وتعاملت مع 800 حالة من مسجوني المخدرات، نجح 400 منهم في الإقلاع عن التــعــاطي، بـوجـود بـرنامج متابعـة مكثف يمتد إلى إعادة ترتيب حـيـاة المدمن اجـتـماعـيـا ومـاليـا وروحيا.
وإذا أنهى المسجون مـدته واجهته الديون، وأسـهل طريقـة في غـيـاب الدعـم هي العـــودة إلى الاتجـــار بالمخدرات، خـاصة أن الدولة تـلزمه بسداد غـرامة كجـزء من العقـوبة ما بين خـمسـة إلى عشـرة آلاف دينار، لهـــذا رتبت اللـجنة ســـداد ديون العـشرات من هؤلاء بمبـالغ سنوية تصل إلى 70 ألف دينار.
إن إقناع «المـدمن» وتحـويـله إلى «تائب» يتطلب فهما عمـيقا لهذه الآفة، وإذا لم يتـحـدث مـعـه أحـد عن بينة ومعـايشة وصـبر ـ كـما قـالت الملكة سيلفيا ـ فان النتيجة ستكون الفشل.
نعم، شيء طيـب أن نتـحـرك على المستوى العالمي وان نتبادل الخبرات، وما نتـمناه أن تتم الإفادة من الخـبرة المحلية التي حـققت نجـاحات كبـيرة امتدت إلى رعاية أسرة المدمن (التائب) التي يكون مـعيلـها في فـترة العـلاج عاجزا عن إعالتها، وتتكلف اللجنة 30 ألف دينـار سنويا لتــوفــيــر المواد الغذائية والاحـتياجات العـينية لتلك الأسر.
إن ترسيخ قرار الإقلاع عن تعاطي المخدرات يتطلب بـرامج جـمـاعـيـة ورحلات يسـتبـدل من خلالهـا التائب بصحبة السوء صحبة جديدة وأجواء جـديدة، لهـذا قـامت اللجنة بتـرتيب رحلات الحج والعمـرة من العام 1994 وحتى 2007، شـارك فيهـا حوالي 750 شخصا ممن تركوا التعاطي واختاروا دربا جديدا.
بعض المحاضرين في الدروس التي تنظم في السـجـون هـم من التـائبين، الأمر الذي يفـعل فعله في نفس المدمن الحالي، كون المحاضر يحدثه عما في داخل نفــسـه، عن تجــربة، ثم يرش قطرات الماء من الدين.
كلمة أخيرة:
يرحم الله الأخ الغالي عـبدالوهاب الخلف السـعـيـد الذي رحل عن دنيـا مليئـة بمحبيه، والله نسـأل أن تتلقاه ملائكة الرحمة، وان يشمله الله بعفوه وغفرانه، وان يبـدله دارا خيرا من دار الدنيا، آمين.