فيصل الزامل
سمعت من شباب عاشوا 2/8/1990 وهم صغار، يقولون: «نسمع عما قام به الجميع من جهود ابان الاحتلال، ولكننا لم نكن في سن الادراك بعد، ومع ذلك نفتخر بأننا عشنا تلك المرحلة، ولهذا نتمنى الا تكون مناسبة 2/8/2007 تقليدية (شوية مقالات وكلام مكرر) لماذا لا يخصص مخبز المنطقة السكنية عمل ذلك اليوم لصالح هذه المناسبة - مع دعم الجمعية - ونرى عددا من شباب المنطقة يقومون بعمل الخبز في المخبز، وبيعه باشراف المخبز مثل ذلك في المستوصفات تخصص اماكن يعمل بها الشباب الى جانب زملائهم الموظفين في المستوصف، ايضا لاسترجاع تلك الروح التي نسمع عنها؟ انتهى.
استمعت الى كلمات الشباب، وتصورت المئات ممن عاشوا تلك الايام وقد تجمعوا من جديد في مراكز الاطفاء، المستوصفات، الاسواق التعاونية، ورجع كل منهم الى مكانه الذي شغله في تلك الايام الصعبة، انهم سيلتقون من جديد بعد مرور 17 عاما، وتعود اليهم ذكرى تلك الروح العظيمة، وربما انهمرت الدموع، وترحّم الجميع على من رحل عن دنيانا ممن كانت له وقفة ومشاركة في عودة الحق الى اهله.
ان روح اسرار القبندي ستكون اكثر سعادة وهي ترانا قد اعدنا ذكراها الى وجدان ابناء الكويت الذين ضحت بروحها لاجلهم، واننا لم ولن ننساها.
ان ابناء «مبارك النوت» سيتأكدون من ان اباهم قدم روحه فداء للقيم العظيمة التي يحملها، وان ذلك لم يذهب سدى، عندما يجتمع اهل منطقة العارضية في جمعيتهم، وفي ذات الساحة التي ألقي القبض فيها على البطل مبارك، ويقفون بصمت إحياء لتلك اللحظة التي فاضت فيها روحه الطيبة الى بارئها.
ان وفدا من رجال المقاومة سوف يزور سمو الامير الوالد، «بطل» التحرير، الذي كانت المقاومة تتواصل معه بشكل شبه يومي وتفصيلي عما يحدث في الكويت، وستعود الى الذاكرة وقفة هذا «البطل» الشامخ، يوم ان كان يروح ويجيء في مكتبه وقد تملكه الشحوب على اهل الكويت حينما طلب العدو مهلة ثلاثة اسابيع كان يقول: «راحوا اهل الكويت، ان وافقوا له».. وهو يصفق يدا بيد كأنه ام ثكلت ابنها، وواصل الليل بالنهار في الاتصالات والزيارات، حتى تحقق النصر.
ان يوم 2/8 ليس ذكرى سنوية، ولكنه روح كأنها الاعصار الهادر ومن تحته ذلك السيل الذي جرف من امامه قوى الظلام.
هيا، اعيدوا تلك الروح وليجتمع اهل المساجد والديوانيات التي ارتبطت علاقات روادها بتلك الايام، حتى البسطات التجارية، لترجع الى مواقعها في يوم 2/8/2007 حتى يتذكر اطفال ذلك اليوم كيف كان اهلهم يعانون لاجلهم، يجتازون نقاط التفتيش التي ضاع عندها زهرة شباب الوطن.
نأمل ان تأخذ المبادرة جهة كالهيئة العامة لرعاية الشباب للاحتفال بهذه المناسبة بطريقة تعيد الينا الروح التي رأيناها قبل 17 عاما فقط، ولا ندري اين ذهبت تلك الروح.
أعيدوها، فالوطن بحاجة الى تلك الروح العظيمة.