Note: English translation is not 100% accurate
«الإسكان» بين نجاح وإخفاق
الثلاثاء
2006/11/21
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
بعض تجار العقار ـ أقول بعضهم ـ سعداء بتوصية اللجنة التشريعية البرلمانية برفع حجم الانفاق في سوق العقار، باقتراحهم زيادة القرض الاسكاني من 70 الى 100 ألف، وهذه الثلاثون ألفا الزيادة ستتحول الى خمسين، وهي تمثل القفزة الاضافية في اسعار البيوت والاراضي، وتدخل في جيوب اولئك التجار، ليتحملها المواطن كقروض على ظهره حيث لن يكفيه قرض الدولة، فيضيف اليه قروضا من البنوك والشركات.
ان بعض الاخوة النواب الذين يشتكون (...) من القروض الاستهلاكية وهم انفسهم من المتسببين في تضخمها وزيادتها، ليسوا في حالة كافية من الوعي الاقتصادي، وقد آن الاوان كي يتحمل المواطن، وهو المتضرر المباشر من الزيادة «العكسية»، وان يطالب بزيادة «نوعية» وايجابية، كأن يتم تزويد المواطن بمواد بناء البيت بأسعار مخفضة، وغير ذلك من الدعم المفيد بدلا من دعم غبي يضر المواطن وينفع غيره وهو غير المستهدف بهذه الخطوة، وربما كان مستهدفا، من حيث لا يعلم بعض النواب!
لاشك في ان الكويت متقدمة في مجال التسهيلات الاسكانية، وانتظام سداد تلك التسهيلات كنتيجة لتعاون الجهات ذات الصلة، سواء تحويل الرواتب بانتظام أو طريقة تقييم طالب الائتمان أو ترتيب الضمانات ...الخ، وقد اخذت دول خليجية بهذا النظام، وليس يربكه شيء سوى تلك القفزات المفتعلة في اسعار العقار الاسكاني، حيث تمثل زيادة القرض بصورة غير مجدية السبب المباشر لتلك القفزات، اما موضوع ندرة الاراضي فإننا نشاهد تقدما لا بأس به، فقد تم تحويل مساحات خضراء ـ بين الرقة والصباحية ـ الى مشاريع اسكانية، وزاد حجم الجهراء في سنوات بمقدار مرة ونصف، وطوقت بيوت الاسكان مقبرة الصليبخات، وفي الطريق مدينة الحرير لإسكان 700.000 نسمة.
امر آخر، يتعلق بتخطيط المناطق الجديدة، حيث ازدادت الحاجة الى مساحات للمحلات التجارية، ففي الفروانية ـ مثلا ـ تم اغلاق محلات الصرافة، رغم ان 60% من سكان هذا البلد من الوافدين، وتعتبر تلك المحلات حلقة الوصل بينهم وبين عوائلهم، وهناك خدمات اخرى استجدت، كالعيادات الطبية، وسائر الخدمات التي لا يكفي مفهوم «مركز الضاحية» الذي يضم جمعية تعاونية وملحقاتها لتلبية تلك الخدمات، وفي دول خليجية اخرى تم تخصيص شوارع بين المناطق السكنية، تطل عليها المحلات التجارية، وتخدمها طرق موازية للطريق الرئيسي، الامر الذي اثمر عن تخصص بعض تلك الشوارع، رأيت احدها في مدينة جدة وقد تخصص في «المعدات الطبية»، فهذا محل للأسرّة والمقاعد المتحركة، وذاك محل للأطراف الصناعية، وثالث للأجهزة الطبية ... الخ، شارع طوله كيلومتران بهذه التخصصات صار معروفا لأهل المدينة، فازدهرت الحركة فيه، وهو مكمل للخدمات العلاجية التي تقدمها الدولة. لقد نجحنا في الجانب التمويني، بالجمعيات، ولكن هذا ليس كل شيء، فالسكن والطعام، لا يستغنيان عن خدمات اخرى يمكن ان تلبيها الاسواق التجارية لو اخذها المخطط الاسكاني والعمراني في الحسبان.
كلمة أخيرة:
رجع الموكل بتوزيع الزكاة الى عمر بن عبدالعزيز قائلا: «انا نجد الرجل لنعطيه الزكاة، وله دابة ومنزل يؤيه، أفنعطيه؟» فقال عمر: «نعم، فإنه لابد للمرء من دابة تحمله وبيت يؤيه».
اقرأ أيضاً