Note: English translation is not 100% accurate
الوسطية (2 ـ 2)
الأحد
2006/12/24
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
د. عصام البشير هو واحد من مئات، وربما ألوف، في العالم الاسلامي، ممن ينقلون هذا الهدي الاسلامي الكريم: «ان الدين يسر، ولن يشاد الدين احد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا..». «اللهم اني اسألك القصد ـ الاعتدال ـ في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضى».
هدي نبوي كريم، والفارق في الخطاب هو ان يكون توظيف هذا المنهج لصالح الامة، لتجتمع عليه، فهو ليس برنامجا انتخابيا، ولا علما على اتجاه سياسي، انه هوية امة، وهي بمعزل ـ هذه الهوية ـ عن ان تكون لاحد، وربما استشهدت هنا بمعركة صفين الأليمة.
لقد كنت ترى الجنود من الجيشين يصلون ـ اذا هبط المساء ـ في جماعة واحدة، فالخلاف السياسي لم يجنح بهم الى تكفير بعضهم البعض، كما يحدث اليوم بين اهل القبلة الواحدة!
نعم، ان الوسطية لم تفهم يوما بأنها تمييع الثابت من الدين بالضرورة، ولا هي ضرب من ضروب الخلط والهلامية ـ كما قال د. عصام في محاضرته في جمعية الصحافيين ـ بل هي ارتباط بالاصل، واتصال بالعصر وتعظيم للاصول مع تيسير الفروع، كما قال سفيان الثوري «انما الفقه الرخصة من الثقة».
ان مواجهة الغلو وعلاج ما انزلق اليه نفر من ابناء الامة يتطلبان تكاتف الجهود، فقد عانت هذه الامة في الستينيات من الغلو القومي، واليوم هي تعاني من الغلو الديني، وليست الازمة السياسية التي تعيشها المنطقة العربية بمنأى عن التسبب في هذين الغلوين.
من هنا، تجيء تجربة د. عصام البشير في الحقل السياسي، كوزير سابق، وناشط اسلامي، ومتخصص في الشريعة، في مزيج نحتاجه للتعامل مع الركن الاساس في مسألة الغلو التي تمون من الحقل «السياسي» لتشرئب بشوكها وتتمدد بأغصانها في بقية الحقول الاجتماعية والفكرية والثقافية.
ربما كانت الكويت من الدول القليلة التي اتاحت الظروف بها ممارسة العمل السياسي للتيار الديني على اوسع نطاق، الامر الذي يستدعي استقطاب كل التجارب الغزيرة، كالتي يحملها د. عصام، للذهاب في عملية الوسطية الى جوهر المعاناة، بدلا من الدوران حولها في «العرض» الاجتماعي والسلوكي، دون ملامسة كوامن المرض في الفكر والسياسة.
نتطلع الى المزيد من العطاء، ونأمل في تفهم كل الناضجين في الساحتين السياسية والثقافية ان موضوع الوسطية هو «استحقاق» لا مجال لتأجيله تحت اي مبرر، فليس وراء ذلك الا اسوأ العواقب، ولا حاجة للاشارة الى التجارب الاليمة التي تعيشها بقية اوطاننا.
كلمة أخيرة:
قال د. عصام البشير: «ان لخطيب الجمعة صفات قد نجدها في الطبيب والمهندس، فهو ليس مطالبا بالافتاء، بقدر ما هو مطالب بحسن العرض لمقاصد الشريعة الذي إن تحققت عناصره الرئيسة في غير خريج الشريعة فلا شيء يمنع من ان يكون خطيبا للجمعة.
اقرأ أيضاً