Note: English translation is not 100% accurate
«الحميضي» ونقل تجارب الكويت التنموية داخلها
الثلاثاء
2006/12/26
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
للاخ وزير المالية، بدر الحميضي موقعان مميزان، الاول محلي والثاني دولي، وسأبدأ بالثاني، والذي تحقق عبر 23 سنة من العمل في الصندوق الكويتي للتنمية الذي يختلف في دعمه لمشاريع التنمية عما يظنه البعض، فالهبات والمنح هي ما يصدر بقرار سياسي عن مجلس الوزراء او بتوجيه اميري سام، واما الصندوق فان امواله مسترجعة بعوائد، الامر الذي رفع من موارده المالية اضعاف رأسماله الاصلي على مدى 44 عاما، وجعله يكتفي بقدراته الذاتية عن زيادة رأس المال.
لقد لمست عن قرب تأثير العلاقات الوثيقة لمسؤولي الصندوق بدول العالم في مناسبات كثيرة لتعزيز موقع الكويت الدولي، وهو امر تهتم به دول اخرى بوسائل متنوعة، ومن بين تلك الدول ما ينفق بسخاء على الاعلام المؤذي للامة، حتى يهابه الناس، مهما كان الثمن، بينما تحصل الكويت على مكانتها وهي تقدم ما ينفع الشعوب، ولا ينقص من حق الكويت فيما تقدمه، فهي تمويلات مسترجعة ولكن وفق نظام آمن، علما أن في النظام الدولي تشتمل التمويلات على جزء يسمى «منحة» وهي تأتي ضمن حزمة التمويل، فأنت تهيئ قاعدة العملاء وتعززها.
كمثال، التقيت بالاخ الكبير عبداللطيف الحمد في بهو فندق في جدة اثناء اجتماع للبنك الاسلامي للتنمية، وكان بجانبه وزير من المالديف فأخذ يتذكر معه، انه في عام 1971 ارسل خطابا الى سمو امير الكويت الراحل، يوم ان كان رئيسا للوزراء، يبين فيه حاجة بلاده الماسة لما تعانيه من فقر وان نسبة المسلمين فيها 100% وكثير منهم يتكلمون العربية ومنهم ذلك الوزير، فاستدعى الشيخ جابر، رحمه الله، الاخ عبداللطيف الحمد، كمدير للصندوق، الذي طلب مهلة يوما واحدا للدراسة وجمع المعلومات، ثم رجع له قائلا: «خطوتان اقترحهما الاولى عاجلة وتتمثل في ان هناك سفينتين متجهتين الى الكويت تحملان المواد التموينية، نكتفي بواحدة حتى تأتينا الطلبية التالية، ونحول واحدة الى المالديف، وهي تحمل كذا طنا من الطحين والسمن والسكر والارز.
الخطوة الثانية من شقين، البلد يعيش على صيد الاسماك، ويمكنه ان ينمي السياحة، لهذا ارى ان ننشئ ميناء حديثا للصيد وثلاجة لحفظ الاسماك، وكذلك ان تتم توسعة المطار ليستقبل الرحلات الدولية.
بعد ان انتهى الحمد، التفت الى الوزير «وهذا اللي حصل، أليس كذلك سعادة الوزير؟» قال الوزير المالديفي: «نعم، نعم، وجزاكم الله خيرا» تابع الحمد قائلا: «الذين لا يعرفون اعمال الصندوق ويعتقدون انها تسير بلا ضوابط مخطئون، ما هو التعاون على البر وتزكية الثروات ان لم يكن كذلك، وفق نظام ميسر ومريح للشعوب المحتاجة؟» انتهى.
لقد تابع الاخ بدر الحميضي هذه المسيرة اثناء عمله بالصندوق، وافاد الكويت من ثمراتها وهو في المالية، وهي شهادة مستحقة ممن عاينها عن كثب، وانما يقدر الآخرون بلادك عبر الاشخاص الذين يمثلونها، او العكس، فالخبرة تظهر في حسن التصرف اثناء الاجتماعات الخارجية، وكفاءة الفريق المؤازر للمسؤولين وحسن تنظيمهم للمعلومات، كل ذلك يظهر اثره على زيادة احترام الآخرين للكويت.
اننا نتحدث عن دولة، وهي اولى بتلك الخبرات، فقد رأينا ان من يغادر موقعه الرسمي لسبب غير مقنع يحمل معه تلك الخبرات اما الى الادراج، او انه يستفيد شخصيا من خلال عمل جديد يلتحق به ولا يتم تعويض تلك الخبرات، التي تمتد الى ربع قرن، بسهولة.
الجانب الآخر يتعلق بالدور المحلي للاخ بدر الحميضي، والذي رأينا فيه، ربما لأول مرة، حرصا على تطبيق المنهج التنموي من جانب وزارة المالية، عبر طرحه مبادرات تحقق بشكل آمن زيادة انتفاع المواطنين من الاموال العامة، بغير افتعال ضغوط تضخمية ضارة، تبدد كل منحة نقدية ربما بضعف تلك المنح والزيادات عبر ارتفاع الاسعار الناجم عن منح غير مدروسة.
هذه المبادرات يعرضها الحميضي للتقييم وسد الثغرات كي يمضي في تحقيق ما نطالب به دائما وهو ان تطبق الكويت في الداخل شيئا مما تفعله في الخارج، فلماذا يعرقل من ينفذ ما يطالب الناس به؟
كلمة أخيرة:
صلى ابو بكر العصر هو وعلي رضي الله عنهما، وخرجا فرأيا الحسن وهو يلعب مع الصبيان، فحمله ابو بكر وهو يقول: «بأبي، شبيه بالنبي لا شبيها بعلي» وعلي رضي الله عنه يضحك لهذه المداعبة.
اقرأ أيضاً