Note: English translation is not 100% accurate
العراق
الأحد
2007/3/11
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
في العراق محاولات لكبح جنون القتل، والذي آخره اندلاع قتال بين احدى القبائل وجماعات ارهابية، في الدائرة السنية، ومثل ذلك في الدائرة الشيعية، في بلد تنقسم فيه القبيلة الواحدة الى اتباع للمذهبين الاسلاميين، كما هو الحال في قبيلة «شمر» التي تسكن شمال الموصل، وكذلك قبيلة «ربيعة» التي تقطن شرق العمارة والكوت، وكذلك قبيلة «الجبور».
في الدائرة الشيعية هناك تحرك كبير بدأه المرجع الديني السيستاني الذي التقى مقتدى الصدر، واجاب عن سؤال الاخير له: «ماذا افعل؟» قائلا: «انت بين خيارين، ان تحمل نفسك والشيعة عموما مواجهة مفتوحة او تنسحب الى منطقة ما لفترة من الزمن». المسؤولون العراقيون تحدثوا عن خطتهم الامنية التي تدعمها الولايات المتحدة بإرسالها تعزيزات بلغت 21.500 جندي جديد، ان الجهات التي تقدم الدعم والمشورة لمقتدى الصدر قد اقتنعت بأن هجماته، عبر جيش المهدي وعمليات انتقام فرق الموت، قد جاءت بنتائج عكسية، ابرزها المواجهة المباشرة مع القوات الاميركية، التي وصلت الى استهداف مسؤولين كبار ومتوسطي المستوى في منظمة الصدر، فاعتقلت عددا من تلك الشخصيات المهمة، وقتلت اثنين منهم حاولا المقاومة.
ادى هذا الضغط الى انقسام داخل منظمة الصدر، حيث ألقى بعضهم اللوم على صدريين آخرين بشأن قتلهم مدنيين من مختلف الطوائف، من بينهم شيخ بارز جدا، ومقرب من السيستاني، ما ادى الى ضعف علاقة منظمة الصدر بجمهورها نتيجة لهذا التخبط. تعلق المسؤولة السياسية في السفارة الاميركية مارغريت سكوبي: «الصدريون ينتظرون انتهاء الحملة العسكرية الاميركية لاستئناف اعمالهم السابقة، نأمل ان تتمكن الحكومة العراقية خلال هذه الفترة من ان تلتقط انفاسها في مواجهة جميع المتطرفين». الحقيقة اننا في الكويت ودول الخليــج لا نستطيع تجاهل ما يحدث في العراق، ليس فقط للخشية من انعكاساته، فقد اندلعت ـ فعليا ـ الحرب الاهلية، ولم تنعكس على ترابط اهل الخليج، لارتفاع منسوب الوعي بأن ما يجري في العراق هو صراع خارجي استخدم الدم العراقي، وبمجرد تغير حسابات «الخارج» فان من هم في الخارج سيتركون العراقيين يلعقون جراحهم، ومن قلة العقل ان ينقل احد تلك الملهاة الى بيته وبلاده، بدلا من الدعاء بكشف البلاء عن العراق وغيره من البلاد التي قسمتها الحروب، وما دون الحروب من شحن النفوس والصدور لاشباع رغبات اهل الطموح للزعامة من اي نوع. نحن نتابع ما يحدث في العراق والتطورات المحتملة لتقسيمه الى اقاليم والصراع بين الطامحين من خارج الحدود ـ عراقيي الخارج، وعرب الجوار وايران وتركيا ـ هؤلاء جميعهم سيتوصلون الى تحويل اهل العراق الى مجموعات من المهجرين داخل الوطن الواحد، او خارجه.
محافظات كردستان اعلنت انها ستغلق حدودها امام النزوح المتزايد، والاردن ودول الخليج تستقبل الالوف كل شهر، بمختلف الطرق. ازاء ذلك، ومع فشل السياسيين في تشكيل حكومة وفاق وطني، فان المعالجة الامنية الحالية هي مؤقتة، واشنطن تسير نحو التقسيم «الاقتصادي» للعراق بانشاء مطار في النجف لتتحول الى عاصمة الجنوب المستقل فيدراليا، ومطار آخر في السليمانية ويتم التفاهم بين الشركات الاجنبية لشحن النفط العراقي من البصرة، عبر اتفاقات مستقلة مع السلطة الفيدرالية هنا وهناك.
هل تستقر سفينة العراق على الجودي الفيدرالي؟ اللهم احفظ الجميع من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
كلمة أخيرة:
كل هذا لا يهم ـ في رأي البعض ـ فالعراق الآن ديموقراطي، ويحكمه نظام حزبي ديموقراطي.. فتأمل!
اقرأ أيضاً