نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن كثرة الجدل الذي لا يعود على الإنسان بفائدة، وأمرنا الله تعالى بحسن الجدال في قوله تعالي: (وجادلهم بالتي هي أحسن) وذلك في أمور الدنيا والدين. وقال الله تعالي مخاطبا نبيه الكريم، صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
ونرى في أيامنا هذه الجدل والخلاف الذي تسبب في تضييع وقت العمل وعدم إنجاز مصالح الأمة بل وتسبب الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد وربما تكون مسارا للفتنة وسببا أساسيا من أسباب الكراهية بين الناس.
وهذه الخلافات المضيعة للوقت حرمتها الشريعة الإسلامية، فتجد الخلاف يثير النعرات كل حسب انتمائه واتجاهه السياسي على حساب المصلحة العامة، إن الحديث في السياسة والجدل فيها وهو أمر وارد قد يؤدي إلى ضياع الكثير من حقوق المواطنين.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)، وأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية موظفون وكل منهم مؤتمن على وظيفته، وعلى هذه الأعمال التي يقوم بأدائها يجب أن يؤديها على النحو الأكمل ويعطيها حقها ولا يضيع الوقت لأنه سيحاسب عليها يوم القيامة.
إن التآلف بين أبناء الوطن الواحد غاية كبرى ومقصد رئيسي من مقاصد الدين، ونعمة عظمى منّ الله تعالى بها على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأمته، حيث قال في كتابه: (وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم، ولكن الله ألّف بينهم)، وبناء على ذلك لا يجوز لإنسان كائنا من كان أن يسعى في تقطيع أوصال المودة والتآلف بينه وبين إخوانه من أبناء دينه ووطنه الواحد متخذا من الخلافات السياسية أو المذهبية مسوغا لذلك، فإن مبنى الخلاف السياسي خاضع لاختلاف وجهات النظر النابعة من القناعات الشخصية والاجتهادات الفردية، وكلها من جملة الظنيات التي لا ينبغي أن تكون سببا في ترك المقاصد الأساسية للدين الإسلامي الحنيف، والتي منها التآلف والإخاء كما ذكرنا، ولابد أن نتقي الله في أعمالنا، حتى ننهض بالوطن، ونبتعد عن هذه الأشياء التي تفرقنا ولا توحدنا، وتتسبب في الضرر بالمجتمع الكويتي.
وأخيرا: يقول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، فلابد أن يتكاتف الجميع وتتضافر كل الجهود للنهوض ببلادنا، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان.