يستحق نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ حمد الجابر، كل الشكر والتقدير والامتنان وأن نصفه بالإنسان النزيه والوطني المتفاني في حياته المهنية والرحب مع الجميع، وهو الشخصية المناسبة في تحقيق الإجماع على سماحة التفاهم معه، ومرونته وسعة صدره وشفافيته وهو يتولى حقيبة الدفاع وهي أخطر مسؤولية في تأمين سلامة الكويت وصون سيادتها، كما نثمن توجه الوزير نحو دخول المرأة السلك العسكري لكي تترسخ عقيدة استراتيجية الدفاع عن الكويت، وشهدنا على ذلك للدور الكبير والمهم للمرأة الكويتية في ساحة المقاومة بحملها للسلاح اثناء الغزو الغاشم للكويت.
وقد ذهب البعض بوقوفهم ضد دخول المرأة السلك العسكري باعتبار هذا الميدان ليس للمرأة بل للرجال، وفهم البعض للتعاليم الدينية الإسلامية والعادات والتقاليد العربية وراء هذا الموقف، إلا أن المتأمل في التاريخ الإسلامي، يجد أن المرأة كانت تقاتل كالرجال، تمتطي الجياد وتبارز بالسيف، وتطلق السهام، وعلى رأسهن صحابيات للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهن نسيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية، الشهيرة بـ«أم عمارة»، لم تكن تحارب بالصدفة، بل تدل الغزوات التي شاركت فيها أنها كانت مقاتلة محترفة، بجوار اشتراكها في مناسبات سياسية مهمة، كبيعة العقبة الثانية، التي بايع فيها أهل يثرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشاركت نسيبة في غزوة أحد، وحين اشتد القتال وتعرض النبي نفسه للهجوم، كانت ضمن الذين يحرسونه ويدافعون عنه، ومعها زوجها وابنها، حتى تلقت 13 طعنة في جسدها، ودعا لها النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أن تكون من رفاقه في الجنة.
ثم شاركت في غزوتي بني قريظة وخيبر، وبايعت النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في بيعة الرضوان على الموت وكذلك أم حكيم بنت الحارث بن هشام، من صحابيات النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وأسلمت وهي زوجة لعكرمة بن أبي جهل، رغم كفر زوجها، الذي أسلم بعد عداء شديد للنبي،صلى الله عليه وآله وسلم، وصار مقاتلا في الجيش الإسلامي، حتى قتل في معركة اليرموك أمام الروم.
وكانت أم حكيم في ميدان المعركة وقتها تسقي الجنود وتداويهم كغيرها من النساء، فأقنعتها صديقاتها بقبول الزواج من خالد بن سعيد بن العاص، وفي يوم عرسهما، اشتد القتال فخرج خالد للحرب فقتل، فلم تصبر أم حكيم على ذلك، فانتزعت عمود الخيمة التي شهدت عرسها على خالد وتجاوزت الصفوف الخلفية للمعركة والتحمت مع الجنود، حتى قتلت 7 من جند الروم، وانتهت المعركة بفوز المسلمين.
وبعدها أعجب عمر بن الخطاب، خليفة المسلمين وقتها، بشجاعتها، فطلبها للزواج فقبلت. هذه التفاصيل وأكثر، نقلها محمد راجي كناس في كتابه أزواج الخلفاء عن «الإصابة لابن حجر العسقلاني».