«إذا كنت تعتقد أن هناك شيئا مفقودا في حياتك فعلى الأغلب هذا الشيء هو أنت» د.روبرت هولدين.
نزوحنا لمنطقة الخوف ما هو إلا نتاج علاقة سيئة مع الذات فحين نخاف من المجهول والناس والمستقبل والجديد سنكون بالفعل نجهل ماذا نريد.
لكن هذا لا بد أن يضعنا على أول الطريق ومثل ما يقولون: «اللي تعرفه أفضل من اللي ما تعرفوش»
فلن يفيدنا أي إنكار ما دامت التهمة لابستنا وهي الجهل بالذات، فلو كنت تعتقد انك تستطيع أن تحتمي خلف الوهم الذي نشأ من طريقة تربيتك فستجد نفسك بالأخير المتهم.
دخلت أحد المراكز التجارية فوجدت أما تصرخ على طفلها بعد أن أزعجها بأخذ كيس الحلوى، فكانت طوال الوقت تتظاهر بعدم الانتباه له حتى أصبح يتخذ الصراخ وسيلة ليجعلها تنتبه، فصرخت عليه أنت غبي ما تفهم، كيف لطفل ليست لديه سيطرة على رغباته أن يضع حدا لها إن كنا نحن لم نعلمه منهجية صحيحة كأن تتحاور معه وتضع أهدافا للحصول على كيس الحلوى مثل إذا سمعت الكلمة اشتريها لك لتحرك ذهنه نحو الانتباه لذاته وما تتميز فيه وشعوره انه قادر على إثبات ذلك.
الطفل حين يطلب يكون في حاجة للشعور بالاهتمام فحين نلبي ذلك بأحكام ومسميات أنت غبي عديم الفائدة ذلك يجعله يرفض ذاته تحركه انفعالات وتقلب حاد في المزاج.
في فيلم اسمه the help المساعدة، مربية أطفال تقول طوال الوقت لطفلة ترعاها انها جيدة لطيفة مهمة وتطلب منها إعادة ما تقول انها وسيلة فعالة في تلقين الطفل أشياء جيدة عن نفسه ورفع مستوى ثقته بها.
يقول د.ديفيد هاميلتون: «بعض الأهل يصيح بغضب على أطفاله فتجده يصرخ بصوت عالٍ لا تنظر لي هكذا سأقلب ضحكك لبكاء، فينشأ هؤلاء الأطفال ولديهم احترام ذات ضعيف»، ويقول أيضا إن الطريقة التي تعلم الأطفال الشك في قيمتهم هي تعريضهم للانتقاد على فعل الأشياء بأسلوب خاطئ، فحين يقول الأب لطفله بغرض تعليمه: ما تفعله خطأ أو كخة يا بابا، الطفل يستجيب لذلك على انه ليس جيدا كفاية، فالواجب ان تقول: انك ستكون أفضل لو فعلت كذا وكذا.
ويستكمل حديثه عن علاقة ما نقول بنمو الطفل النفسي بأنه نشأ في طبقة عاملة لم يدفعه أحد فيها أو يشجعه على الالتحاق بالجامعة فلم يرتدها أحد من عائلته، فكنت انظر على انها أرفع مكانة منا، لكن حينما كنت في السادسة عشرة من عمري شجعني أستاذ الكيمياء وزرع قابلية الفكرة في رأسي لحصولي على علامات مرتفعة فكانت كلماته بمنزلة رؤية جديدة لنفسي وللعالم من حولي.
أطفالنا يستمدون مما نقوله لهم عنوانا لذاتهم وحياتهم فلو كنت أبا أو أما اقترح عليك أن تراجع نفسك في طريقة تقييمك لطفلك وأن تدرك دورك العظيم في جعله إما فردا فعالا ونافعا لنفسه وواقعه أو شخصا منعدم التقدير لذاته غارقا في ملذاته.
لقد ولدت سعيدا ولم تولد وأنت في حاجة إلى علاج نفسي.
Dr_ghaziotaibi@