هلَّ علينا الشهر الفضيل، وكل وصل أهله وأقاربه وبقي شق مظلم لم يسلط عليه الضوء ومع الانشغال والصيام وضيق الوقت قلَّ الاهتمام بهذا الشق.
ورغم كل الواجبات التي نؤديها ظل ساهيا عنا يوما بعد يوم حتى تحدث لنا بصراحة وكان له معنا هذا اللقاء.
ما هي مشكلتك افتح لنا قلبك: انشغلوا عني مع أني موجود وجعلوا بيني وبينهم حواجز، لم تعد مشاعري واضحة لديهم مع انهم لو أنصتوا لي لوجدوا الحلول وفهموا طريقة التعامل مع الخارج وأتقنوا مهارات التواصل.
حدثنا أكثر: إهمالهم لي نتج عنه للأسف قصور في الفهم فمن خلالي يتم النظر للأمور وان كنت جزءا معطوبا كيف للإرسال أن يكون واضحا فالصورة ستكون دوما مشوشة؟!
طلباتك: ليست صعبة بل هي في غاية البساطة، أريد فقط من ينصت لي، يفهمني، يجعلني حاضرا في كل حياته، لا يغيب صوتي أو يخرسني.
ما الأشياء التي يفعلها الإنسان دون قصد وتعود عليك بالسلب؟
ان يظن ان المقاومة ستجلب نتيجة معي وأنني في دقيقة لابد أن ابذل كل قوتي وان رغباتي حين يتغاضى عنها ستزول وان احتياجاتي حين لا أذكرها ليس لها وجود وانفعالاتي لابد أن تخرج على طول وان يعلل كل غضبي على الخارج فهو غير مسؤول وان ينظر لكل زلاتي على أنها وصمة عار وإيجابياتي ليس لها أي مكان وكلما شعرت بالذنب تساهل معي واندمج فيه وكلما أردت الخلاص قيدني بما كان.
يبدّي الغيرَ علي وكلما قلت أريد قال ليس لدي، يسمع كلام الناس ولا يسمعني رأي الناس فيه أهم ورأيي ليس مهما.
ما الذي تطمح إليه بعد سماع اعترافاتك؟
ان يبحث كل شخص عني ولو لمرة ان يسألني بشكل مباشر من أنا ان يعرف ما بي ولا يؤذيني لا يزيد الطين بلّة عن طريق جعلي كبش فداء ان يهتم بمشاعري ويدرك أسباب راحتي ولا يسمح لأي موقف ان يجعله يكسر مجاديف الأمل بداخلي.
من أنت: أنا صوت الذات الذي بات أخرس في ظل الانشغالات، صار ليس موجودا، حل محلي صوت فلان وعلان وانتحل شخصيتي صوت الماضي.
كيف نميز صوتك عن بقية الأصوات: أنا الصوت الذي لا يضيع أبدا ولا يكون إلا في الحاضر ولا يتعثر بما كان لأنه يسكن في الآن تسمعه حين تصفي الفكر والبال وتقرر أن تقدر كل ما سيقال وتأخذه بعين الاعتبار.
تجدني في الفرح موجودا وفي الحزن موجوعا وفي الأزمات أريد أن آخذ بيدك للأمام، كل صوت زائف ليس صوتي فأنا الحق الذي لا يضام والحقيقة التي لا تغيب مهما غاب الزمان.
فمن يتعثر في الحياة طق روحه فصاح على وجوده وبالحقيقة هو لم يفهمني ليفهم العالم حوله.
كلمة أخيرة: لكل إنسان أنا هي الذات أتحدث لك بصدق وأتمنى منك حسن الانصات.
من فضلك اسمعني دون أحكام، جرب أن تتحرر من كل التوقعات، أن تتقبلني كما أنا، أن تدرك أنني الحقيقة التي حين تختلط بما تظن تتلوث وتصبح تظلما.
منتهى الأسف ألا تدرك كيف تفتح مواضيع معي وكيف تناقشني وأكثر ما يحزنني هو أنني حين أتعب أجدك تعنفني وحين أريد منك أن تحنو علي تقسو وحين أطلب المساعدة تغمض عينيك وتنظر فقط لما فعلته يداك وتنسى أن صوت الذات هو الأساس الذي تبني فيه السلوكيات ومنه تستطيع تغيير الحياة.
Twitter @Dr_ghaziotaibi