هذه هي اللهجة الكويتية المستحدثة والمقصود بالعبارة الآنفة لمن لم يستطع فك الرمز هو «هااللعبة يبي لها بديهية عالية» فبقدرة ورغبة إعلامية متميزة تحولت التاء الصغيرة المربوطة في أواخر الكلمات في لهجتنا الجميلة الى الف مشبعة تمام الإشباع (كما يقول علماء الحروف واللغة) وسارت على ذلك مجاميع المقلدين. والغريب ان البنات هن او قل اكثر من يمارس هذا التشويه (عفوا أقصد التطوير) وليس الشبان وان طرق سمعي أحدهم ينحو نفس المنحى ولكن بدرجة أقل، فالذي أعرفه ان تطور اللغات وحتى اللهجات المحلية يحدث حينما يتم التلاقي والتلاقح مع الثقافات الأجنبية بسبب غزو أو تجارة أو غيرهما، اما أن ترغب إحداهن في أن يكون لها نمط معين أو «ستايل» يميزها وإن كان يحق لها فلا يجوز أن يتم ذلك بتشويه اللغة أو اللهجة ولا أدري ما رأي أهل الثقافة والأدب واللغة والكتاب في هذا التشويه الذي يبدو انه لم يحرك ساكنا في تلك العقول، فالتطوير في اللغة يتم عن طريق ادخال بعض الكلمات الجديدة أو اقتباس بعض المعاني أو حتى تغيير بعض المفردات لتطويع اللغة لتنسجم مع ما هو جديد ولتتكيف مع وضع معين تفرضه الظروف أو الأحداث فتيسر الفهم على مستخدمي اللغة ومن هنا تقاس حيوية اللغة بتقبلها واستيعابها للمفردات الغريبة والأجنبية لكن ان يتم التطوير بتغيير مخارج الحروف أو تبديلها دونما حاجة أو ضرورة فذاك تطوير مسخ والمؤسف انه بدأ ينتشر بمصاحبة دلع متصنع من قبل البعض وكأنه من الضوابط او الشروط للتحدث بذلك الأسلوب المليق. اننا وان كنا لانزال نشكو من قلب القاف غينا والعكس بالعكس في لهجتنا المحلية بما يحور معاني الكلمات ويقودنا الى الخطأ في قراءة القرآن الكريم ويجعلنا مثار ضحك الآخرين ورغم ان ذلك لا يعيبنا على اعتبار ان هذه هي لهجتنا ورثناها من الآباء والأجداد الذين اتصلوا ببعض الثقافات الأجنبية كالفارسية والتي تقوم على ذلك النوع من التحوير ولم يستطيعوا ان يجابهوه لقلة التعليم، رغم قبولنا بذلك فان افتعال تغيير لا لسبب بل لرغبة شخصية في الظهور فهو الأمر المنكر الذي يجب ألا يستمر وعلى إعلاميينا وكذلك تربويونا ان يتصدوا لذلك إما بتعديل النطق أو عدم إتاحة الفرصة لبروز من ينطق التاء الأصلية ألفا مزورة فخطر ذلك لا ينحصر باللهجة الكويتية بل قد يمده بعض المفتونين أو قل المفتونات الى اللغة العربية وحينها تكون لغتنا الجميلة مجالا للازدراء من قبل العرب الآخرين ويعرضها لأنواع أخرى من التشويه والتحريف فتفقد جمالها وقوتها. فهل من مدافع عن لغتنا المظلومة التي ضاعت بين أبنائها بسبب تعدد اللهجات المحلية البعيدة تماما عن أمها الفصحى؟ وهل من حام للهجتنا المحلية التي فقدت كثيرا من مفرداتها خاصة تلك ذات الجذور العربية الأصيلة؟
[email protected]