في السياسة لا صديق دائم ولا عداوة مستمرة، كلمات اقتنعت بها وأرددها بيني وبين نفسي لاسيما في مرحلة ما بعد الربيع العربي الذي خلاله وبعده تغيرت الكثير من القناعات والولاءات والتحالفات أسرع من تبدّل طقس الكويت.
الرياضة لا تختلف عن السياسة، صراع ونزاع قديم ومستمر بين أقطاب ومجموعات.
العجيب في كل تلك التحالفات والتبدلات حكومتنا الممول الوحيد للرياضة لا حس ولا خبر لها في الأزمة الرياضية دافنة رأسها بالرمل مثل النعامة كأن الأمر لا يعنيها، تبي السلامة.
رياضتنا ضاعت بين حانة ومانة وبسبب القوانين خلافاتنا صارت مضرب المثل في الفشل والتأخر، حطمنا الرياضة بالانتقام وأنهينا آمال شبابنا بالتناحر وحولنا أحلامهم برفع علم الكويت فوق المنصات إلى كوابيس.
اعتصموا أمام أسوار اتحاد كرة القدم مطالبين الشيخ طلال الفهد بترك الرياضة حتى ينقذوها من الغرق فحشدوا الإعلام بقنواته التلفزيونية وصحفه الورقية والإلكترونية واصفين مرحلته بأنها مرحلة تحطيم الأحلام والآمال للكويت وشبابها الرياضي.
وبعد ابتعاد الشيخ طلال الفهد عن الرياضة بـ 9 أشهر ما الذي تحقق هل رفع الإيقاف؟ هل عادت الحياة للرياضة الكويتية؟ هل أصبح الاحتراف الكامل واقعا، دورينا ولاعبينا؟ وين تطوير الرياضة ومنشآتها؟
ابتعد الشيخ طلال الفهد واللي تغير هو انتقال القرار الكروي الكويتي من العديلية إلى كيفان حيث اختزل بين جدرانه مصير الرياضة الكويتية وتحت نفوذ رجاله النافذين.
ابتعد الشيخ طلال الفهد وأصبحت الخطايا والتعسف واقع رياضتنا، يوما بعد يوم نعيش مرحلة ليّ أعناق اللوائح المتعمد وتفسير القوانين وفق منهجية اربط الحمار وين ما يبي المعزب.
ابتعد الشيخ طلال الفهد وأصبحوا هم أهل القرار، ماذا صنعوا لكرة القدم الكويتية خصوصا والرياضة الكويتية عموما؟ أين وعودهم لصاحب السمو، حفظه الله، بتطويرها حتى تنافس إقليميا ودوليا؟
سنوات كنا نظن أننا مع مصلحة الكويت ايدنا خطواتهم وأعلنا مناصرتها ودعمنا مواقفهم لأننا كنا نظن بسلامة مطالبهم من اجل مصالح الكويت إلا أننا اكتشفنا أن الكويت بريئة من كل تلك الخطوات والحسابات التي كانت تجري.
عودة الشيخ طلال الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية ورئيس اتحاد كرة القدم الشرعي واجبة، فوجوده بالرياضة الكويتية مهم جدا من أجل وضع بعض الذين تصدروا الساحة الرياضية مؤقتا في حجمهم الحقيقي.
الزبدة: النخلة العوجة ثمرها بحوض غيرها.
[email protected]