يقولون «إن الأولين ما خلوا لجيل اليوم شي»، وزادوا بقولهم إن معادن الرجال لا تظهر إلا في الشدائد والتي بها تعرف من هو صديقك الصدوق الذي يفزع لك ويسعى لحل مصيبتك حتى تنتهي شدتك ومن هو الذي يتركك وينساك ويتخلى عنك مرددا اللهم نفسي.. اللهم نفسي !!
فالحياة مدرسة تكشف لنا الذكور من الرجال خاصة من جمعتنا بهم صروف الدنيا رغم عدم حاجتنا إليهم الآن ولكننا نظن بهم العزوة والفزعة وقت اللزوم، لذلك سأتحدث عن شخص له مكانة كبيرة في قلبي.
عبدالله أصفه بالأخ، علاقتي به بدأت منذ سنوات قريبة ومستمرة حتى يومنا هذا لم تنقطع إلا لظروف الدنيا ومشاغلها رغم ذلك لم يتغير وأعهده كما تركته يخجلك بحفاوة ملقاه في أول لقاء بعيد غياب وإن طال.
ابوفيصل تجالسه وتتبادل معه الحديث ولا تعلم أن تلك الشخصية هي أحد أذرع القرار، لما تحمله من بساطة الرجال والتي لا تظن وأنت أمامها أن من تحادثه هو أحد أبناء أسرة الحكم لشدة تواضعه وحرصه على ضيوفه.
عبدالله لا يحب الظهور بمظهر رجل الدولة في مجلسه الذي يجمع أهل الكويت من كل فئاته رغم انه لو أراد ذلك لما عاب عليه احد ذلك المسلك لأنه يجمع الفخرين ابن أسرة الحكم ومنصبه المهم والحساس.
ابوفيصل يزرع الطيب في كل مكان سعيا لمساعدة الناس دون رياء أو طمع هو مثال جميل لمعنى الوفاء لأصدقائه، فتجد حوله الكثير من أبناء هذا الوطن الذين يحبونه لحبه لهم فهو يعاملهم كأخ للجميع دون تعال أو تكبر.
عبدالله حمود المالك الصباح كل من عرفك عن قرب لن يبتعد عنك لأنه يعلم أنك تحرص على الرجال ولا تتخلى عنهم لذلك شكرا جزيلا لك رغم أن الشكر لا يكفيك فمثلك من الرجال أصبح للأسف عملة نادرة في هذا الوقت الذي به اختلط الطيب بالخبيث.
الزبدة:
يا كثرهم لا قلت لك عرفت وجيه
ويا قلهم لا قلت قدر ومعزة
رجل تعزه بعد ما تلتقي فيه
ورجل قبل لا تلتقي به تعزه
[email protected]