قبل الرحيل يا وطني وقبل أن يتسيدك العبيد الذين أكرمتهم وأطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف، سأكتب على جدارك كان هنا رجال أحبوك ليس طمعا في مالك أو في منحك أو حتى في مناصب زائلة إنما من اجل عشق مكنون لترابك وسمائك وتقديرا لقائدك الذي له منا الوفاء قولا وعملا.
وطني اكتب لك عتبا بعد أن وجدتك تكرر الأخطاء وبإصرار، اكتب لك لأنك لم تتعلم مما مضى وكأن ما حدث لا يعنيك، اكتب لك وأتساءل: هل ما زال في الإمكان أن تعود للصواب؟
وطني هل تناسيت غدر طعنات رماحهم وضرب سياطهم وقطع سكاكينهم في جسدك الطاهر والتي أصبحت آثارها ولا تزال ظاهرة لكل مبصر ذي بصيرة؟!
وطني، هل تجاهلت مواقفهم ضدك ودعمهم للفوضى وتأييدهم للعبث بأمنك وتخطيطهم للقفز على سلطتك مدعوما بأحلام اخوان الشيطان أهل الغدر والنكران؟! وطني إن مثل هؤلاء لن يكون للوفاء في ضميرهم مكان حتى لو لبسوا ثياب الحملان.
وطني يا من تحتضن الذين صاحوا وناحوا اعتراضا على كبيرك وحكيمك الذين ماجوا وهاجوا بين جنبات أوصالك كرها في دستورك وبغضا في قانونك من رفضوا حمايتك وتخلوا عنك من اجل مكاسبهم.
وطني، عجبا منك أن تعز أهل الغدر الذين انقلبوا على اعقابهم مرة وسينقلبون مرة اخرى عندما تحين لهم الفرصة، فهم اليوم يظهرون الإخلاص ويبطنون الخيانة في انتظار اليوم الموعود وعندها فقط لن تجد من يقف معك بعد أن تخليت عن كل المخلصين من أبنائك.
وطني، يا من تغدق العطايا على أهل الخذلان وتمنح المزايا والمناصب لأصحاب البهتان، ينطبق عليك قول العرب «من يصنع المعروف في غير أهله.. يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر».
وطني، انت الخز الموشى بالذهب، انك عروس البحر وتاج العرب، وطني لست كويتا، وكفى انك للصادقين من أبنائك بيتا ومأوى، ونسبا لأولئك الذين غايتهم ومنتهاهم رفعة الكويت فقط.
الزبدة: كثيرون هم من يتسلقون شجرة الوطنية ليس لبناء الأوطان بل لسرقة الأموال واقتطاع المكاسب الناضجة.
[email protected]