نمى إلى مسامعنا الأسبوع الماضي نبأ استقالة مجموعة من الطيارين في الخطوط الجوية الكويتية من مناصبهم «الإدارية» لأسباب عديدة منها التدخل المباشر في صميم عمل الطيار مما قد يؤثر على أمن وسلامة الطائرة.
تأمرنا عقيدتنا بحديث رسول الله «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم» والمقصود هنا أن تكون المسؤولية والقيادة محددة بشخص واحد يساءل عليها، لذلك كان «النوخذة» الآمر الناهي على السفينة بما فيها، ومن فيها (ظل الحاكم على السفينة) لا ينازعه أحد من أفراد السفينة، قراره بيده لا رقيب عليه إلا الله سبحانه، وبالمثل القائد العسكري بالميدان، يصدر أوامره بقناعته ليحفظ الأرواح، كذلك الطيار فهو القائد وهو النوخذة وهو المسؤول الأخطر، فمسؤولياته على الأرض كثيرة منها جاهزية الطائرة (قبل الإقلاع) وخلوها من العيوب، وجاهزية طاقمها من مساعدين ومضيفين وأمن، أما حين تكون معلقة بين السماء والأرض فهي مملكته، ومسؤوليته العظمى، فأرواح وممتلكات الناس المحشوة بهذا (الصندوق الحديدي الطائر) رهن إشارته (يا لها من مسؤولية عظيمة) تتكرر يوميا تتطلب من الطيار مراقبة نفسه، ونفسيته والخضوع لتدريبات تنشيطية دورية لمواكبة المخترعات الحديثة للأجهزة، عدا إلمامه بقوانين الطيران وغيرها، فيطبق القانون على الجميع أثناء الرحلة وفي حال حدوث أي حدث أثناء الرحلة يقوم الطيار باتخاذ القرار للوصول إلى الوجهة المحددة بسلام وأمان فهو يحمل على عاتقه مسؤولية أمن وسلامة الركاب وهو مؤتمن على طائرة تصل قيمتها إلى مئات الملايين من الدنانير وبعد الرحلة تتم مراجعة أحداث الرحلة بقسم فني متخصص، مكون من مجموعة من الطيارين وعليه يتم محاسبة الطيار بإجراءات خاصة صارمة للتأكيد على سلامة خطوات الطيار بالتعامل مع الحدث، فالطيار يخضع دوريا لاختبارات وتدريبات مرهقة ومتعبة للتأكد من مستوى الطيار (كان الله في عونه).
ما لفت انتباهي بيان تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي يوضح حرص الطيارين الكويتيين على مصالح الدولة وطائرها الأزرق «الخطوط الجوية الكويتية» وأن هذا الحرص والشعور الوطني من الطيارين جعلهم يحافظون على حركة الطيران من إقلاع ووصول وبذلك لن تتأثر بهذه الاستقالات «الحركة التشغيلية للطائرات» مع التأكيد على مواصلة التقدم لمراتب عليا في دقة الالتزام بأوقات إقلاع ووصول الرحلات.
هنيئا للخطوط الجوية الكويتية بنسورها الكويتيين وروحهم الوطنية، الحريصة على مصلحة الوطن والطيران الوطني.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «متى الساعة؟ قال صلى الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله».
[email protected]