هل نريد اضافة 300 مليار دولار على ميزانية الكويت؟ الاجابة الذكية هي: كيف؟ لنأخذ اكبر الشركات العالمية سواء كانت الأميركية او الأوروبية منها مثالا عندما استعانوا بالجالية الهندية بفضل عطائهم وتفانيهم وذكائهم في العمل، حيث استعانوا بهم كرؤساء تنفيذيين لإدارة تلك الامبراطوريات وهو ما جعل هذه الشركات تحقق ارقاما مماثلة للرقم المذكور سابقا.
فعلى سبيل المثال، عينت شركة مايكروسوفت (93 مليار دولار)، ساتيا نادلا رئيسا تنفيذيا لها، وتبعتها شركة بيبسي(66 مليار دولار) بتعيين فاندرا نويي هندي، ويديرانشو من بنك دويتشه الألماني (43 مليار دولار)، وشركة غوغل (66 مليار دولار) بتعيينها ساندر بيتشاي رئيسا تنفيذيا لها وغيرها من عشرات المليارات بفضل الهنود الذين ترأسوا شركات عالمية أميركية واوروبية.
ومن الملاحظ هنا ان الدول العظمى صاحبة القيادة والريادة والتأثير قد انتهى فيها عهد التنظير منذ زمن بعيد جدا (وشطبوا مقولة ان الأجنبي سيسرقني، فهو يسرقك لأنك جلبت الأدنى منهم او ساعدته ليسرقك)، وبدأ عهد العمل وأخذ الأمور بجدية ومنطقية علمية وعملية، وذلك بعد ان وجدت هذه الدول ان وضعها لن يتقدم طالما ان الخطط على ورق والعنصرية تدمرت وحدتها واقتصادها واختياراتها المبنية على أساس غير منطقي حتى قادتها الى السقوط في الهاوية.
والدليل على ذلك انه عندما فتحت كل من بريطانيا والولايات المتحدة المجال اصبحوا قوة لا يمكن مواجهتها بأي شكل من الأشكال، كما ان إحدى الدول الخليجية التي نضرب بها المثل استعانت بهم حتى أصبحت مكانا أجمل وأفضل وصاحبة نظام نضرب به أروع الأمثال، اما نحن فدولة مستوردة بامتياز، تستورد تقريبا كل شيء فلماذا لا نستورد العقول؟!
لا عيب في الأمر ولكن العيب في المكابرة وقد تأخذها من ناحية شخصية ولكن انظر حولك وستعرف انك لن تستغني عنهم سواء كانوا آسيويين او عربا، فمنازلنا تدار بشكل مباشر وغير مباشر منهم ولدينا ايضا التكنولوجيا من يشغلها؟ بالاضافة الى المهندسين والأطباء والأمن والصحف المحلية واخراجها وتنظيمها.. إلخ فما الممنوع؟ تخيل معي لو تم تسلمهم وزارة كالتجارة او النفط او هيئات اقتصادية او تعليمية او البورصة، فأنا أجزم بأننا سنحقق نجاحات وتوسعات كبيره مؤثره ناهيك عن ان معظم الشركات المحلية الناجحة اصلا يديرها اجانب وتدر عليهم من الأرباح ما لا يصدق.
وليس هذا قصورا بأبناء وطني ورجالاتها بل الفكرة هي ان نستفيد من تلك الخبرات الفذة التي انتشلت دولا من مرتبة متدنية الى تفوق لا يمكن اللحاق به. طالما اننا مازلنا على نفس الاسلوب لأكثر من 30 عاما او اكثر نذهب لنفس الطبيب ويعطينا نفس الوصفة ولم يشف المريض ولم يتحسن حاله فالحل في طبيب آخر.
٭ معلومة: عبدالعزيز مولوي صانع الأحذية في المملكة العربية السعودية هو من تركستان حصل على الجنسية السعودية عام 2005 وفي 2008 عين مولوي سفيرا سعوديا في اليابان بسبب عقليته وذكائه وتفانيه، العطاء والتقدم والاخلاص لا يعرفون لونا او دينا او اصلا، بل جدك واجتهادك واخلاصك يجعل علية القوم يقفون لك احتراما ويقربونك منهم كعبدالعزيز مولوي الذي وقف له امبراطور اليابان سليل اعرق الأسر اليابانية، وقف احتراما له وإعجابا به.
[email protected]
ammarmarafi@